لم أرَ من كلام الأئمة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، رحمهم الله تعالى في مشروعية دعاء ختم القرآن، داخل الصلاة أو خارجها، شيئاً يؤثر، مع عظيم مقامهم في التعبد، وصدق اللهج، لا سيما قراءة القرآن، وختمه مرة بعد أخرى، وقد ورد في هذا عن السلف العجب العجاب، مما به تعلم أنهم أوتوا العلم والعمل رحمهم الله تعالى (١)، وفي بعض هذا المروي ما يستحيل وقوعه كختم القرآن بين العشائين، وقد علم أن المنقولات إنما تعرف صحتها بالأسانيد الثابتة، وعدم الاستحالة العقلية للمروي (٢). نعم لمتأخري الحنفية: استحسان الدعاء عقب الختم فلا يمنع منه، كما في ((فتاوى قاضي خان)) (٣) وغيره، وعنه في ((شرح شرعة الإِسلام)) (٤).
ولمتأخري المالكية: استحباب الدعاء عند الختم، كما في ((التَّذْكَار)) للقرطبي (٥). وعند متأخري الشافعية: استحباب الدعاء عند الختم، كما في ((التِّبْيان)) (٦)، و((الأذكار)) للنووي (٧)، و((حاشية الباجوري)) (٨) وغيرها.

(١) انظر جملة من المروي في هذا في كتابي النووي: التبيان والأذكار مع شرحها وكتاب فضائل القرآن لابن كثير ص ١٧٢- ١٧٧. وكتاب إقامة الحجة للّكنوي.
(٢) انظر هذا المبحث محرراً في: الكفاية للخطيب ص ٦٠٢- ٦٠٣، ومنهاج السنَّة النبوية لابن تيمية ٢ / ١٢٣، ١٢٩. وشرح العلل لابن رجب ص ٢٠٥، ٢٠٦، والنكت لابن حجر ٢ / ٨٤٥. والأنوار الكاشفة للمعلمي. رحم الله الجميع.
(٣) بواسطة: شرح شرعة الإِسلام ص ٧٣.
(٤) ص ٧٣ مؤلفه: على زاده، رحمه الله تعالى. طبع عام ١٣٢٦هـ. بمطبعة إقدام، بدار الخلافة العلية.
(٥) ص٨٠، ٨٥.
(٦) ص ١٢٦. فائدة لغوية: كلما جاء على وزن (تَفْعَال) فهو بفتح أوله مثله: تَذْكَار، سوى: تِلْقَاء، وتِبْيَان. وقيل بزيادة أحرف سواهما.
(٧) ٣ / ٢٤٢ مع شرحها.
(٨) ١ / ١٢٢.


الصفحة التالية
Icon