وساق الخطيب بسنده في ترجمة البخاري من تاريخه (٢ / ١٢) عن نسج بن سعيد، قال: (كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه، فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن، وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإِفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختم دعوة مستجابة) اهـ. ومن طريق الحاكم ساقه ابن حجر في ((هدي الساري)) ص ٤٨١.
وفي ((العلل للإِمام أحمد ٢ / ١٤)) قال ابنه عبد الله: (سمعت أبي يقول: كان معتمر – أي ابن سليمان – له جمة، وكان يختم كل جمعة القرآن، فإذا كان يوم ختمته، اجتمع إليه ناس، ثم يدعو إذا فرغ من الختمة) اهـ.
وكان يوسف بن أسباط رحمه الله تعالى يدعو يقول: اللهم لا تفتنا، سبعين مرة (١). وساق ابن الجوزي رحمه الله تعالى بإسناده، في ترجمة: زهير بن محمد المروزي، م سنة ٢٥٧هـ أن ابنه محمداً قال (٢) :(كان أبي يجمعنا في وقت ختمة القرآن في شهر رمضان، في كل يوم وليلة ثلاث مرات، تسعين ختمة في شهر رمضان) اهـ.
الخلاصة
ومما تقدم يتضح للناظر ما يلي:
١- أن القول بدعاء ختم القرآن في صلاة التراويح قبل الركوع يكاد يكون من مفردات الإِمام أحمد رحمه الله تعالى عن الثلاثة. معللاً بأنه عمل المِصْرَيْنِ: مكة، والبصرة. وأنه في رواية عنه: سَهَّلَ بجعل دعاء الختم في الوتر. وأنه في روايتي: الفضل، والحربي، قال فيهما: يدعو بما شاء. وفي رواية: عبدوس، في دعاء القنوت في الصلاة عند من قال به، جاء: إن زاد حرفاً على الوارد فاقطع صلاتك؟؟.
٢- في ((المستخرجة)) عن مالك: أن الدعاء بعد الختم ليس من عمل الناس.
٣- إنّ نهاية ما لدى بعض متأخري الحنفية: استحسان الدعاء للختم وعدم المنع منه. وليس فيه الدعاء به داخل الصلاة.

(١) مختصر قيام الليل ص ١١١.
(٢) المنتظم ٥ / ٤.


الصفحة التالية
Icon