والمأمول من الناظر في هذا الجزء أن لا يغلبه شيوع العمل عن تفهم السنن، فإن العوائد كما أنها تبني أصولاً وتهدم أصولاً، فإنّها ملاّكة، والانفكاك منها يحتاج إلى ترويض النفس، وإلزامها بالسنن.
وهذا نهاية ما تم الوقوف عليه، والتوصل إليه، مع بذل الوسع في التتبع، فمن كان عنده فضل علم نافع عن صدر غني بالتقوى؛ فليرشد إليه وأجره على الله، فكم ترك الأول للآخر، ملتزماً جادة أهل العلم من الأخذ بالدليل، مع وافر التقدير لأئمة الإِسلام وفقهائه الأعلام، وسلوك سبيلهم في دلالة العباد إلى السنة، وتصحيح السير إلى الله تعالى على وفقها، وأن الفعل غير المشروع يُنَبَّهُ عليه وإن كثر فاعلوه، كما حرره العلماء، ومنهم العلاّمة ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى في ((الآداب الشرعية ١ / ٢٩٧- ٢٩٨)) فانظره؛ يفتح لك إلى الخير أفقا. والله الموفق والمعين، وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. انتهى رقمه في الثلث الأخير من ليلة الجمعة ١١ / ٩ / ١٤٠٧هـ.
* * *
فوائد موقظة
وهذه ((فوائد موقظة)) يناسبُ السياقَ التذييلُ بها، وهي:
الموقظة الأولى
عن الكمال بن الهمام، رحمه الله تعالى:
قال المناوي رحمه الله تعالى في ((فيض القدير ١ / ٢٢٩)): (تنبيه: قال الكمال بن الهمام: ما تعارفه الناس في هذه الأزمان، من التمطيط، والمبالغة في الصياح، والاشتغال بتحريرات النغم – أي الدعاء – إظهاراً للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية، فإنه لا يقتضي الإِجابة بل هو من مقتضيات الرد.