وهذا معلوم: إن كان قصده إعجاب الناس به، فكأنه قال: اعجبوا من حسن صوتي وتحريري. ولا أرى أن تحرير النغم في الدعاء – كما يفعله القراء في هذا الزمان – يصدر ممن يفهم معنى الدعاء والسؤال، وما ذاك إلاَّ نوع لعب؛ فإنه لو قدر في الشاهد: سائل حاجة من ملك: أدى سؤاله، وطلَبه، بتحرير النغم فيه، من الخفض والرفع، والتطريب، والترجيع، كالتغني: نسب البتة إلى قصد السخرية واللعب، إذ مقام طلب الحاجة: التضرع لا التغني. فاستبان أن ذاك من مقتضيات الخيبة والحرمان) اهـ.
الموقظة الثانية:
في دعوة الأئمة والمؤذِّنين – إلى التخلص من تقليد الأصوات فلو يعلم الإِمام مثلاً ما في ذلك من إثارة شعور المصلين، بل وتأذيهم؛ لخجل بعد السلام من الصلاة أن يستقبلهم، وفيهم من ينظر إليه نظر من يرثي حاله. وعليه: فعلى من وفقه الله، وتشرّف بإمامة المصلين في أي من بيوت الله تعالى – والإِمامة طريق إلى الجنة بإذنه تعالى -: أن يأخذ بآداب التلاوة الشرعية المعروفة في كتب آداب تلاوة القرآن، من: إرسال الصوت على ما يسَّر الله له، بخشوع، وحسن أداء، وترتيل، وترك التكلف بالأداء والتجويد، هذا هو ما يعرف من هدي السلف من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم، أما تقليد الأصوات في القراءة فلا، وعلى المثبت الدليل. وقد بسطت هذا – ولله الحمد – في كتاب: ((بدع القراء)). وفقنا الله وإياكم لصالح القول والعمل.
الموقظة الثالثة:
في إيقاظ من يقنت في الوتر – إلى التقيد بالوارد، وإن زاد على الوارد في تعليم النبي - ﷺ - للحسن كما في السنن (١) فليكن من جنس الدعاء المشروع في القنوت، آخذاً بمجامع الدعاء من الأدعية الواردة عن النبي - ﷺ -. وأن يترك الأدعية المخترعة المسجوعة المتكلفة.
الموقظة الرابعة: