؟ الثالث: ما يفيد جمع الأهل والولد للدعاء، عن أنس رضي الله عنه، مرفوعاً وموقوفاً، وعن ابن عباس، رضي الله عنهما. فهذه عشرة أحاديث مرفوعة، وثلاثة آثار موقوفة، وواحد مقطوع، وبيانها على ما يلي:
١- حديث أنس، رضي الله عنه:
وله ألفاظ ثلاثة من وجهين:
؟ الوجه الأول: ولفظه عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله - ﷺ - قال: ((إن لصاحب القرآن عند كل ختمة: دعوة مستجابة، وشجرة في الجنة لو أن غرباً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم)).
أخرجه الخطيب البغدادي في ترجمة: عبد الله بن أحمد المروزي، م سنة ٣٧٠هـ (١)، والبيهقي في ((شعب الإِيمان)) (٢). وفي ((الجامع الصغير)): عزاه إلى الخطيب، ورمز لضعفه (٣). وفي ((ضعيف الجامع)) قال: موضوع (٤). وفاتهما عزوه إِلى: البيهقي. ومدار سنده عند: الخطيب، والبيهقي، على رواية وضَّاع عن ضعيف؛ أما الوضَّاع فهو: أبو عصمة نوح بن أبي مريم المشهور بالجامع: كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع (٥). يرويه عن: يزيد الرقاشي.
كما أن لوائح الوضع على متنه ظاهرة (٦) فهذا مما اعتراه النقد في سنده ومتنه، ولهذا أورده ابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) فقال: (٧) (هذا حديث لا يصح عن رسول الله - ﷺ -، وزيد الرقاشي، قال أحمد: لا يكتب عنه شيء. قال يحيى: أبو عصمة: ليس بشيء ولا يكتب حديثه. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به) اهـ. وساقه الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة الحليمي من (السير ١٧ / ٢٣٣) بلفظ: ((لصاحب القرآن دعوة مستجابة عند ختمه)). ثم قال: (هذا حديث غريب لا يثبت مثله؛ لِوهن الرقاشي في ضبط الحديث).
؟ الوجه الثاني: وله لفظان:
(٢) ١ / ٣٥٥ / ب نسخة نور عثمانية.
(٣) برقم ٢٤٠٠.
(٤) برقم ١٩١٦.
(٥) تقريب التهذيب.
(٦) انظر: المنار لابن القيم ص ١٥.
(٧) العلل المتناهية ١ / ١٠٨.