وَالْمَجْمَعُ - بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا مِثْلُ الْمَطْلَعِ وَالْمَطْلِعِ - يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ وَعَلَى مَوْضِعِ الاجْتِمَاعِ، وَالْجَمْعُ الْمَجَامِعُ.
وفي الحديث: بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ(٩) أَيْ كَانَ كَلاَمُهُ - ﷺ - قَلِيلَ الأَلْفَاظِ كَثِيرَ الْمَعَانِي.
وَحَمِدْتُ اللهَ تعالى بِمَجَامِعِ الْحَمْدِ. أَيْ: بِكَلِمَاتٍ جَمَعَتْ أَنْوَاعَ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ تعالى.(١٠)
نستخلص مِمَّا سبق أن الجمع يطلق في اللغة على عدة معان،(١١) هي:
١ - الْجَمْعُ هو ضم الأشياء المتفرقة بتقريب بعضها من بعض.
٢ - الْجَمْعُ مصدر جَمَعَ الشَّيْءَ يجمعُه إذا كان متفرِّقًا فضَمَّ بعضَهُ إلى بعضٍ.
٣ - الْجَمْعُ: المجتمعون، تسمية بالمصدر، كالجماعة والجميع والْمَجْمَع والْمَجْمَعَةُ.
٤ - الْجَمْعُ: الجيش، كالجميع.
٥ - جَمْعٌ: الْمُزْدَلِفَةُ، لأن الناس يجتمعون بِها، أو لأن آدم - عليه السلام - اجتمع هناك بحواء.
٦ - الْجَمْعُ: الدَّقَل؛ لأَنَّهُ يُجْمَعُ وَيُخْلَطُ، وَقِيلَ هُوَ كُلُّ لَوْنٍ مِنْ النَّخْلِ لاَ يُعْرَفُ اسْمُهُ، ثُمَّ غَلَبَ عَلَى الرَّدِيءِ مِنَ التَّمْرِ.
جمع القرآن عند علماء المسلمين:
ثم إن علماء الشرع أطلقوا جمع القرآن(١٢) على أربعة معانٍ، وهي:
١ - حفظ القرآن في الصدور.
٢ - تأليف سور القرآن الكريم.
٣ - تأليف الآيات في السورة الواحدة من القرآن الكريم.
٤ - كتابة القرآن الكريم في الصحف والمصاحف.
أما الإطلاق الأول فقد حصل في عصر النبي - ﷺ -، حيث حفظ القرآنَ الكريمَ عن ظهر قلبٍ النبيُّ - ﷺ - وجمعٌ من أصحابه - رضي الله عنهم -، ومنه قوله - عز وجل -: } إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ { :