وعن زيد بن ثابت أنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَلَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهُ حَتَّى أَتَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ النَّاسَ! فَقَالَ عُثْمَانُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ : غَزَوْت فَرْجَ أَرْمِينِيَةَ، فَحَضَرَهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ، فَإِذَا أَهْلُ الشَّامِ يقرؤون بِقِرَاءةِ أُبَيٍّ، فَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، فَيُكَفِّرُهُمْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَإِذَا أَهْلُ الْعِرَاقِ يقرؤون بِقِرَاءةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الشَّامِ، فَيُكَفِّرُهُمْ أَهْلُ الشَّامِ. قَالَ زَيْدٌ: فَأَمَرَنِي عُثْمَانُ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مُصْحَفًا.(١٩)
فكانت هذه الْحادثة هي أهم الأسباب التي بعثت على جمع القرآن في زمن عثمان، فقد أكدت ما ظنه - رضي الله عنه - من أن أهل الأمصار أشد اختلافًا مِمَّن كان بدار الخلافة بالْمدينة وما حولَها.
(١) انظر: التاريخ الإسلامي (الخلفاء الراشدون) (٣/١٩٠)، (٣/٢٣٤).
(٢) انظر: التاريخ الإسلامي (الخلفاء الراشدون) (٣/١٩٠)، (٣/٢٣٤).
(٣) انظر تأويل مشكل الآثار (٤/١٩٣)، وفتح الباري (٨/٦٣٣-٦٣٤)، ومناهل العرفان (١/٢٥٥).
(٤) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف. باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك. ص ٢٠.
(٥) سورة البقرة من الآية ١٩٦.
(٦) الحُجْزة موضع شدّ الإزار، وهو الوسط.. النهاية في غريب الحديث والأثر (١/٣٤٤).
(٧) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص ١٨.
(٨) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، عَلَى أَيِّ حَرْفٍ قَرَأْتُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ، فَلاَ تَتَمَارَوْا فِيهِ فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ. رواه أحمد في مسنده: مسند الشاميين (٥/٢٣٢) ح١٧٣٦٤.