قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِي اللهُ عَنْهَا: شَخَصَ بَصَرُ النَّبِيِّ - ﷺ -، ثُمَّ قَالَ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى ثَلاثًا… الحديث. قَالَتْ: فَمَا كَانَ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إِلاَّ نَفَعَ اللهُ بِهَا؛ لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا، فَرَدَّهُمُ اللهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ لَقَدْ بَصَّرَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ الْهُدَى، وَعَرَّفَهُمُ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَخَرَجُوا بِهِ يَتْلُونَ: } وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ{.(٥)
وقد كان فقد النبي - ﷺ - أعظم ما منيت به الأمة الإسلامية من المصائب.
فعن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر أن رسول الله - ﷺ - قال: لِيُعَزِّ المُسْلِمِينَ فِي مَصَائِبِهِم: المُصِيبَةُ بِي.(٦)
وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: ما أُصِبْنا بعدها بِمصيبة إلاَّ هانت إذا ذكرنا مصيبتنا به - ﷺ -. ـ(٧)
ومع انتقاله - ﷺ - إلى الرفيق الأعلى توقف الوحي، فانتفى المانع الذي من أجله لم يجمع القرآن في مصحف واحد في زمنه - ﷺ -، وانضمَّ إلى ذلك ما سيأتي من أسباب، فقد كانت وفاة النبي - ﷺ - أول الأسباب الداعية إلى جمع القرآن الكريم في زمن الصدِّيق - رضي الله عنه -.
٢ - انقضاء زمن نزول القرآن الكريم