ونظراً لكثرة السكان فقد انتشرت بينهم ديانات كثيرة، فكانت هناك الديانة الهندوسية، الوثنية، البوذية، الإسلام، المسيحية، وتعتبر الديانتان الأخيرتان ( الإسلام، المسيحية ) وافدتين على الهند، أما المسيحية فقد اصطدمت بعقيدة ألوهية الكون الهندية، وبالمواقع التي استولى عليها الإسلام، فلم يجاوز أتباعها المليونين، وإن كانت شوكتهم قد قويت بمجيء الاحتلال الانجليزي للبلاد.
وأما الإسلام فقد استمر في تقدمه في السهول حيث بلغ مشايعوه ٦٠ مليون نسمة حوالي سنة ١٩٠٠(١).
** الحالة الدينية :
كانت هناك ديانات كثيرة في الهند – كما تقدم – كان أقواها الهندوسية ( البراهميون )، وقد كانوا يحقدون على المسلمين كثيراً لسببين :
السبب الأول : أن الديانة الهندوسية تقوم على تقسيم المجتمع إلى طبقات خمس هي : الكهنة، المحاربون، المزارعون، الخدم، الشودرا. فالمسلمون – بناءّ على هذا التقسيم – غرباء على هذا المجتمع البراهمي، لذا فإن البراهمة ينظرون إلى المسلمين على أنهم دخلاء على بلادهم.
السبب الثاني : أن المسلمين يعدون البقرة حيواناً سخرها الله للإنسان للإفادة من لبنها ولحمها والحراثة عليها، على حين أن البراهميين يعدون البقرة لإلههم فيقدسونها... ومن هذا التباين لابد من وقوع الخلاف بين الطرفين... لذا كانت مخططات البراهمة محاولة القضاء على المسلمين بأي صورة كانت سواء بالحرب أو بالإبادة أو بالارتداد عن دينهم، ووجد مخطط من هذه المخططات يقضي بالعمل على الانتهاء منهم بقطع نسلهم عن طريق إعطاء النساء حقنا تحول بينها وبين الحمل، وقد بدأ التنفيذ وتنبه المسلمون إلى هذا ووقعت أحداث دموية إثر ذلك(٢).

(١) ٤ )... تاريخ الحضارات العام ( القرن التاسع عشر ) تأليف روبير شنير ٦/٤٦٢، ط منشورات عويدات
(٢) ١ )... التاريخ الإسلامي ٢٢ / ٣٧.


الصفحة التالية
Icon