وكان من أبرز شيوخه الشيخ بد الله الغازيفوري رئيس الأساتذة بمدرسة حشمئة رحمت، لازمه شيخنا نحو خمسة أعوام يستغرف من بحاره ويقتبس من أنوار علومه، فقرأ عليه العلوم العربية من النحو والصرف والمعاني والأدب، والفنون الآلية العقلية من المنطق والهيئة والهندسة والحساب، والعلوم الدينية الشرعية من الفقه والحديث والتفسير وأصولها... حتى شهد له شيخنا بالفضل والكمال، ثم أشار أ، يقصد حضرة الشيخ الإمام نذير حسن البهاري ثم الدهلوي فذهب إليه يستمطر من صوب مزنه ويرتوي من زلال معارفه... فقرأ عليه صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وجامع الترمذي، وسنن أبي داود كاملة، وأواخر النسائي، وأوائل ابن ماجة، ومشكاة المصابيح، وبلوغ المرام، وتفسير الجلالين، وتفسير البيضاوي، وأوائل الهداية، وأكثر شرح نخبة الفكر.

ثم توجه بعد ذلك إلى القاضي حسين بن محسن الأنصاري الخزرجي اليماني فقرأ عليه الأطراف من الأمهات الست وغيرها من كتب الحديث كموطأ مالك، ومسند الدارمي، ومسندي الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل، والأدب المفرد للبخاري، ومعجم الطبراني الصغير، وسنن الدار قطني فكتب له الإجازة برواية هذه الكتب بأسانيدها المتصلة إلى مؤلفيها، بل أجاز له أن يروي عنه جميع ما حواه أتحاف الأكابر من الكتب الحديثية وغيرها. وهذا فضل عظيم لم يفز به كثير ممن عاصروه من الفضلاء ولم يشاركه فيها إلا قليل
ونتيجة طبيعية لتلقي الشيخ كل هذه العلوم عن هؤلاء الأشياخ الأجلاء قام هو بدوره في نشر العلم في شتى بقاع بلاده حتى قضى في التدريس والإفادة ثلث عمره، وكان له في كل بلد تلامذة ومريدون يفيدهم ويسعف بمأمولهم وينور قلوبهم بأنوار معارفه...
وكان منهم العلامة الشيخ أبو الهدى عبد السلام المباركفوري صاحب سيرة البخاري، وابنه الشيخ عبد الله الرحماني أستاذ الحديث بالمدرسة الرحمانية بدهلي.


الصفحة التالية
Icon