ومن أمثلة ذلك ما رواه ابن جرير(١)في تفسيره أن عمر - رضي الله عنه - سأل الناس عن تفسير هذه الآية ﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾(٢)فما وجد أحداً يشفيه حتى قال ابن عباس يا أمير المؤمنين إني أجد في نفسي منها شيئاً فَتَلَفَّتَ إليه فقال : تَحَوَّل ها هنا لم تحقر نفسك ؟ قال : هذا مثل ضربه الله - عز وجل - فقال أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل أهل الخير وأهل السعادة حتى إذا كان أحوج ما يكون إلى أن يختمه بخير – حين فنى عمره واقترب أجله – ختم ذلك بعمل من عمل أهل الشقاء فأفسده كله فحرقه أحوج ما يكون إليه(٣)(٤)..
والذي أميل إليه – والله أعلم بالصواب – أن نوعي التفسير قد نشآ معاً.. وهذا التفسير الوارد عن ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير آية سورة البقرة خير دليل فأنت ترى فيه :
(٢) ١ )... البقرة : ٢٢٦.
(٣) ٢ )... صحيح البخاري ك : التفسير، ب : الآية رقم الباب [ ٤٧ ] حديث رقم [ ٤٥٣٨ ].
(٤) ٣ )... بحر العلوم لأبي الليث السمرقندي ١ / ٤٤ – ٤٨ باختصار – ط : دار الكتب العلمية.