وأول الكلام تأوله دبره وقدره، وأوله وتأوله : فسره(١).
أما في الاصطلاح : فهو عند السلف له معنيان :
أحدهما : تفسير الكلام وبيان معناه سواء أوافق ظاهره أو خالفه، فيكون التأويل والتفسير على هذا مترادفين.
ثانيهما : هو نفس المراد بالكلام... فإن كان الكلام طلبا كان تأويله نفس الفعل المطلوب، وإن كان خبراً كان تأويله نفس الشيء المخبر به، وبين هذا المعنى والذي قبله فرق ظاهر.
وأما التأويل عند المتأخرين : فهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به، وعلى هذا فالمتأول مطالب بأمرين :
الأمر الأول : أن يبين احتمال اللفظ للمعنى الذي حمله عليه وادعى أنه المراد
الأمر الثاني : أن يبين الدليل الذي أوجب صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معناه المرجوح، وإلا كان تأويلاً فاسداً أو تلاعباً بالنصوص(٢).
الفرق بين التفسير والتأويل
اختلف العلماء في بيان الفرق بين التفسير والتأويل، فمنهم من قال إنهما بمعنى واحد، ومن هؤلاء الإمام أبو عبيدة(٣)،(٤)
ومنهم من قال التفسير أعم من التأويل، وقال :
التفسير يستعمل في الألفاظ والتأويل في المعاني.
التفسير يستعمل في مفردات الألفاظ، والتأويل أكثره يستعمل في الجمل.

(١) ٢ )... لسان العرب لابن منظور ( أول ).
(٢) ٣ )... التفسير والمفسرون ١ / ١٩ ط : مكتبة وهبة.
(٣) ١ )... أبو عبيدة : معمر بن المثنى البصري النحوي العلامة، له أكثر من مائتي تصنيف منها " مجاز القرآن، غريب القرآن، غريب الحديث الديباج وغيرها " ولد في رجب سنة ١١٠ وتوفي في سنة ٢١٠ هـ. وفيات الأعيان ٥ / ٢٣٥، ط : دار صادر.
(٤) ٢ )... مجاز القرآن ١ / ٨٦، تحقيق : شزكين، ط : الخانجي.


الصفحة التالية
Icon