هل يجوز أخذ الأجر على قراءة القرآن
روى الترمذى بسنده قال
عن عمران بن حصين (ض) أنه مر على قارئ يقرأ ثم سأل، فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله - ﷺ - يقول من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرأون القرآن ثم يسألون به الناس (١).
قال المباركفورى :
قوله ( مر على قارئ يقرأ ) أى القرآن ( ثم سأل ) اى طلب من الناس شيئا من الرزق ( فأسترجع ) أى قال عمران إنا لله وإنا إليه راجعون لابتلاء القارئ بهذه المصيبة التى هى سؤال الناس بالقرآن، أو لابتلاء عمران بمشاهدة هذه الحالة الشنيعة وهى مصيبة، ( من قرأ القرآن فليسأل الله به ) أى فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المراد إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى أو بآية عقوبة فيتعوذ إليه بها منها، وإما أن يدعو الله عقب القراءة بالأدعية المأثورة، وينبغى أن يكون الدعاء فى أمر الآخرة وإصلاح المسلمين فى معاشهم ومعادهم (٢).
- الدراسة -
إن تعليم الناس ورفع الجهالة عنهم عمل يحمده الله لصاحبه ويجزل له عليه العطاء، وهو بلا شك أمر تستشرفه النفوس وتتطلع إليه،
كيف لا وقد أخبر النبى - ﷺ - أن " العالم ليستغفر له من فى السماوات ومن فى الأرض حتى الحتيان فى البحر. " إن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر(٣)
(٢) ٢- تحفة الأحوذى ( ٨ /٢٣٥ )
(٣) ٣- رواه ابن ماجه فى المقدمة فضل العلماء والحث على طلب العلم رقم ٢٢٣.