فعلى القراءة الأولى ينقض وضوء اللامس والملموس لأن (لاَمَسَ ) مفاعلة من طرفين وعلى القراءة الثانية ينقض وضوء اللامس فقط ولا شئ على الملموس لأنه لم يقع منه لمس
ثانيا / الدلالة على صيانة كتاب الله عن التبديل والتحريف مع كونه على هذه الأوجه الكثيرة.
ثالثا / التخفيف عن الأمة وتسهيل القراءة عليها فإن لكل قوم لهجة ولساناً.
رابعاً / بيان ما يحتمل أن يكون مجملاً فى قراءة أخرى كقراءة ( يَطْهُرن )(١) فى قوله تعالى ﴿ ولا تقربوهن حتى يطهرن ﴾ (٢)قرئ بالتشديد والتخفيف فمعنى قراءة التخفيف { يَطْهُرن) أنه بمجرد طهر المرأة أى انقطاع دم الحيض عنها يحل لزوجها وطؤها،
ومعنى قراءة التشديد (يَطْهُرن )(٣) أن وطء المرأة لا يحل إلا بتطهرها أى اغتسالها (٤).
نشأة علم القراءات
حين جمعت المصاحف فى عهد سيدنا عثمان (ض) لم تكن منقوطة ولا مشكولة.. فكانت صورة الكلمة محتملة لكل ما يمكن من وجوه القراءات المختلفة وإلا كتبت القراءة ( التى لا تحتملها صورة الكلمة ) فى مصحف آخر.
وكان التعويل على الرواية والتلقى هو العمدة فى باب القراءة والقرآن فما كان من سيدنا عثمان (ض) حين بعث المصاحف إلى الآفاق – إلا أن أرسل مع كل مصحف من يوافق قراءته فى الأكثر الأغلب،

(١) قراءة نافع وأبن عمر، انظر القرطبى.
(٢) البقرة ٢٢٢.
(٣) قراءة حمزه والكسائى – المصدر السابق.
(٤) مباحث فى علوم القرآن ( مناع القطان )


الصفحة التالية
Icon