٣)صحيح البخارى باب ما جاء فى فاتحةالكتاب
(٤)سبقت ترجمته (٥)فتح البارى(٨/٦)
يقول ابن العربى : ذكر بعضهم أن فاتحة الكتاب إنما فضلت سائر القرآن بأن فيها معانى القرآن كلها مع قصر آيها وقلة حروفها على أحد وجهى التفضيل اللذين قدمنا، وإذا سلكنا هذا السبيل وكان محتملا فيمكن أن يقال إن قوله تعالى ( ونهى النفس عن الهوى ) (١) يعدل نصف القران ويمكن أن يقال يعدل القران كله....... أما إمكان عدله نصف القرآن فلأن
الانكفاف عن العمل الذى لا يقرب من الله هو أحد مطلوبى القرآن والمعنىالثانى الإقبال على العمل الذى يقرب منه، وإذا كان هكذا فلا يمكن الإقبال على العمل الذى يقرب منه إلا بنهى النفس عن الهوى فى القعود عن النصب فى استعمال الجوارح واتباع النفس هواها فى التخلى عن العبادة (٢)
وليس منطقيا أن يقال إنها سميت أم الكتاب لأن ثوابها فى القراءة أعظم من ثواب غيرها فإن سورة الإخلاص – مثلا – تعدل ثلث القرآن ( ٣)، وإذا كان الثواب بكل حرف حسنة (٤) فسورة الفاتحة أقل – فى مجموع حروفها – بكثير عن كثير من سور القرآن ٠
كما أنها – وان كتبت فى أول المصحف – ليست أول القران نزولا (٥) فليس تقديمها فى الكتابة سببا لتسميتها أم الكتاب ٠
والأولى – والله اعلم – أن نكل العلم فى سبب التسمية إلى الله سبحانه وتعالى وان نمسك عما أمسك عنه رسول الله ﷺ إذ هى مسالة لا ينبنى عليها كبير عمل فالخوض فيها قد يدخل تحت باب التكلف المنهى عنه فى قوله ﷺ (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا....._ وذكر فيما يكره الله_ كثرة السؤال....) (٦)
ومن هذا الباب البحث فى أسباب تسمية باقى السور بأسمائها غير المعللة بنص كتسمية البقرة بسنام القرآن، ويس بقلب القرآن وغيرها
١) النازعات٤٠ (٢)عارضة الاحوذى٦/٤


الصفحة التالية
Icon