فهذه سبعة أقسام، وهي: المتماثلان، والمتقاربان مخرجا وصفة، والمتقاربان مخرجا فقط، والمتقاربان صفة فقط، والمتجانسان مخرجا لا صفة، والمتجانسان صفة لا مخرجا، والمتباعدان.
فإذا تحرك الحرفان في كل قسم منها سمي كبيرا، وإذا سكن الأول سمي صغيرا، وإذا سكن الثاني سمي مطلقا، وبذلك يكون لاجتماع الحرفين خطا واحد وعشرون قسما.
قال صاحب لآلئ البيان: إن يجتمعْ حرفان خطا قُسِّمَا
عشرين قِسْمًا بعد واحدٍ نما
فمتماثلان إن يتحدا
في مخرجٍ وصفةٍ كما بدا
ومتقاربان حيثُ فيهما
تقاربٌ، أو كان في أيِّهِما
ومتجانسان إن تطابقا
في مخرج، أو في الصفات اتفقا
ومتباعدان حيثُ مخرجا
تباعدا، والخلفُ في الصفات جَا
وحيثما تحرَّك الحرفان في
كلٍّ فَسَمِّ بالكبير واقْتَفِ
وسمِّ بالصغير حيثُما سكن
أولُها، ومطلقٌ في العَكْسِ عن
حكم المتماثلين:
١. الصغير: حكمه الإدغام وجوبا للجميع، مثل: وَقَد دَّخَلُوا (١) اذْهَب بِّكِتَابِي (٢) إلا إذا كان الأول حرف مد، أو هاء سكت.
فإذا كان الحرف الأول من المتماثلين حرف مد نحو: آمَنُوا وَعَمِلُوا (٣) فِي يَوْمٍ (٤) فلا بد من إظهاره للجميع، لئلا يزول المد بالإدغام.
وإذا كان الأول منهما هاء سكت، وذلك في قوله تعالى: مَالِيَهْ * هَلَكَ (٥) بسورة الحاقة، ففيه الإظهار والإدغام، والإظهار أرجح، وكيفيته أن يسكت على هاء "ماليه" سكتة يسيرة من غير تنفس.
فمن أظهر مع السكت لاحظ أن المثل الأول هاء سكت، فالوقف عليها منوي، ومن أدغم فقد أجرى الوصل مجرى الوقف، واعتبرها كالحرف الأصلي.
٢. الكبير: حكمه الإظهار لغير السوسي (٦) ومثاله:
(٢) سورة النمل: الآية (٢٨).
(٣) سورة البقرة: الآية (٢٥).
(٤) سورة إبراهيم: الآية (١٨).
(٥) الآية (٢٨)، الآية (٢٩).
(٦) السوسي هو: هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن مسرح الرستبي السوسي الرقي (أحد راويي قراءة أبي عمرو البصري في السبعة) مقرئ ضابط محرر ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي محمد اليزيدي وهو من أجل أصحابه وروى عنه قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري توفي سنة ٢٦١هـ. (ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء جـ١، ص٣٣٢، ٣٣٣ رقم ١٤٤٦).