أما في عهد تالبور (١) - والذين يمتد عهدهم من ١١٩٧-١٢٥٩هـ – فقد قام بعض العلماء بترجمة وتفسير القرآن الكريم باللغة السندية، أشهرها: ترجمة العلامة الشيخ عزيز الله بن محمد ذاكر القاضي (الميمني) المتياروي (ت: ١٢٧٣هـ)(٢) في منتصف القرن الثالث عشر الهجري، طبعت مرات عديدة، منها طبعته في ١٣٢٠هـ بمطبعة كريمي في بومباي بالهند(٣)، ولعلها أول ترجمة نثرية إلى اللغة السندية اعتمدها جل من أتى بعده من العلماء وحاولوا أن يحذوا حذوها في ترجماتهم للقرآن الكريم، وكانت أكثر الترجمات شيوعاً وانتشاراً في بلاد السند بحيث لا يكاد يخلو جامع من نسختها(٤).

(١) تالبور : قبيلة من القبائل السندية الأصل والنسل، وكانت مدينة حيدر آباد دار خلافتهم، وكانوا من المشجعين للعلم والأدب، وإن كانت الفارسية في عصرهم هي لغة الدوائر الرسمية إلا أنهم شجعوا الأدب= =السندي وعملوا على تطويره، وقد حكموا بلاد السند بعد "الكلهورا" وهي قبيلة كذلك من القبائل السندية القديمة غير أنها تنتسب إلى العباسيين.
(٢) من أعلام بلاد السند، ولد في مدينة "متياري" من مضافات حيدر آباد (السند) سنة١١٦٠هـ، وتعلم على الشيخ محمد عثمان المتياروي وغيره، وكان يسكن في مدينة حيدر آباد، وكان ابنه الشيخ علي محمد القاضي من العلماء كذلك، توفي في ١٢٧٣هـ، ترجمته في: تذكرة مشاهير السند للوفائي ٣/٢٧، وانظر مقال القاسمي حول الترجمات السندية وتفاسيرها ص٣.
(٣) المرجع السابق ص٣، والترجمات للكهانكرو ص ٩٢-٩٣.
(٤) انظر مقدمة التفسير الهاشمي ص ١٢.


الصفحة التالية
Icon