عاش الشيخ – رحمه الله – في عهد الإنجليز الذين كانوا قد استولوا على بلاد السند في (١٢٥٩هـ = ١٨٤٣م) ونزعوا الحكم من "التالبور" في معركة (مياني) الشهيرة، ولا يخفى عداؤهم للإسلام والمسلمين، فكانوا دائماً يساندون الهندوس ضد المسلمين، بحيث لو اعتنق أحد الإسلام حاولوا إرجاعه إلى مذهبه وقاموا مع أقربائه في مواجهة المسلمين، ففي مثل تلك الظروف السيئة كان الشيخ شعاراً بارزاً لحماية قلوب المسلمين الجدد وتأليفها، بحيث كانت قرية (أمروت) ملجأ معروفاً بذلك، فمن أراد أن يعتنق الإسلام فعليه بالتوجه إليها، حيث يجد تربيةً علميةً ودينيةً على منهج سلف الأمة، وحمايةً كاملةً من فتنة أقربائه والحكومة الإنجليزية، ولقد حارب الشيخ الهندوس والحكومة الإنجليزية في سبيل ذلك، وله في ذلك قصص رائعة وعجيبة، ودخل في الإسلام على يديه آلاف من الهندوس والبوذيين وغيرهم.
كما كان الشيخ – رحمه الله- مجاهداً عظيماً، رافعاً لراية التحرر ومعاداة الإنجليز، وكانت حركة الخلافة في أيامه على أشدها، وكذلك الثورة ضد الإنجليز وحركة ترك موالاتهم، فشارك فيها بنفسه ونفيسه، وطلابه وجماعته بالقول والفعل، والتحرير والتقرير حتى هاجر في فترة من الفترات من أجل ذلك إلى أفغانستان.
وعلى كل فصاحب الترجمة كان علماً من أعلام الأمة الإسلامية، ومن كبار المجاهدين والمصلحين في عصره ببلاده، وأغلب المدارس الدينية الأهلية المنتشرة في بلاد السند وبلوشستان تنتسب إلى منهجه العملي والعقدي الذي يمتاز بسمة اتباع السلف ومنهجهم في دينهم ودنياهم، وهناك مساجد متعددة في منطقته ما زالت قائمة في وسط نهر (كيرتر- المنشق من نهر السند لري أراضي بلوشستان) رمزاً لنصر الإسلام والمسلمين على الاستعمار الإنجليزي، وقد حارب الشيخ من أجلها الحكومة الإنجليزية بقوة الإيمان والعقيدة لإرادتها هدمها، فخسر العدو ولم يتمكن من تحقيق رغبته.
مؤلفاته :
١- تفسير تذكرة المؤمنين :


الصفحة التالية
Icon