ثم طبعت في مدينة لاهور وفي كراتشي طبعات متتالية لا حصر لها، وأخيراً تبنت مؤسسة تاج للطباعة والنشر بكراتشي طباعتها بمقاييس مختلفة ومتعددة، وهي اليوم أكثر الترجمات باللغة السندية نشراً وطباعة، وهذا دليل رواجها وقبولها لدى المسلمين في بلاد السند.
ومما لا شك فيه أنه ليس من السهل – عموماً- أن تترجم لغةٌ إلى لغةٍ أخرى، وتكون الترجمة وافية للمطلوب تحاكي النص المترجم في الأسلوب الأدبي والفصاحة، ولاسيما إذا كان النص المترجم من اللغة التي هي بحر الأساليب البيانية، وقد وضح ذلك الإمام ولي الله الدهلوي في مقدمة تفسيره "فتح الرحمن" وبيَّن مدى صعوبة الترجمة(١).
وكانت أغلب الترجمات السابقة للترجمة الأمروتية حرفية تحت اللفظ، أو شبه تفسيرية لا تصلح أن تقلد في الترجمة الأدبية الجديدة، فكان على الشيخ أن يراعي هذه الأمور كلها حين ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة السندية.
وقد جمع الشيخ -من أجل ذلك- مكتبة ضخمة تشتمل على أهم كتب التفسير ومعاني القرآن الكريم والمعاجم اللغوية(٢).
المطلب الثالث : محاسن ترجمته :
١- تعدُّ الترجمة المذكورة من أفضل الترجمات للقرآن الكريم إلى اللغة السندية على الإطلاق من جميع النواحي العلمية والأدبية، ومن حيث الدقة والوضوح، ومن خلال قراءتها تتجلى شخصية المترجم بوصفه عالماً متبحراً، ماهراً في العربية والتفسير، وفي الأدب السندي كذلك.

(١) فتح الرحمن (المترجم إلى السندية) ص٣ على هامش الترجمة السندية للشيخ محمد المدني، وانظر ترجمات معاني القرآن الكريم للدكتور/عبد الله عباس الندوي ص١٩.
(٢) انظر مقال القاسمي ص٧، وقال فيه : التفاسير التي رأيتها في مكتبة العلامة الأمروتي لم أر مثلها في أي مكتبة من مكتبات السند، ويستدل بذلك على رفعة مكانة الأمروتي العلمية ومدى شغفه بفهم القرآن.


الصفحة التالية
Icon