ولعل الشيخ ترجمها بذلك اعتماداً على المعاجم العربية، حيث ذكر فيها أن "النهر" من مجاري المياه، يقال : نهر الماء إذا جرى في الأرض وجعل لنفسه نهراً، وكل كثير جرى فقد نهر(١).
- كما يترجم غالباً كلمة (أنّ) الثقيلة للتوكيد - بفتح الهمزة أو بكسرها حيثما وردت - بـ (جو تـ)، وهي تعطي معنى (لأن) التعليلية، دون معنى التأكيد.
- كما أنه يترجم ما أتى من مادة (ضل)(٢) بـ" بُلْيَل" – بالباء السندية ذات أربع نقط من تحت -، فالضال هو "بليل"، ولو ترجمها بـ "كمراه" لكان أوضح.
- ترجم (دراهم) بـ "بيسا" في قوله تعالى :﴿ وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ﴾ (يوسف : ٢٠).
- وترجم (الفضة) بـ"روبا" في قوله تعالى :﴿ لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ﴾ (الزخرف : ٣٣). وهما اسما عملة معروفة في شبه القارة الهندية، وكانت العملة في أيامهم من الفضة، ويسمون الدراهم بـ"بيسا"، فلعله ترجمها بذلك ليقرب فهم الآية للعامة، ولكن ليس من الضروري أن تبقى العملة على حالة واحدة، كما تغيرت في عصرنا إلى أوراق نقدية، فلو ترجم الكلمة بمفهومها الأصلي (الفضة : جاندي، ودراهم : درهم) لكان أفضل.
الملاحظات الأدبية :
ليس فيها شيء من هذا القبيل، إلا أن المترجم يستعمل أحياناً كلمة أدبية بحتة قديمة أو نادرة الاستعمال لا تكون مفهومة لدى العامة، نحو كلمة :
اوجهراكي = اونكهـ / بنكي
ويسلا = غافل
جيئو = نقصان / خسارو / توت
وسهي = يقين / تصديق
وسلا = سامان
وهكذا، وهي كلمات معدودة فيها ليست بكثيرة.
فمثلا : ترجم كلمة (النعاس) في قوله تعالى :﴿ ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا ﴾ (آل عمران : ١٥٤)، وفي :﴿ إذ يغشيكم النعاس أمنة ﴾ (الأنفال : ١١) بـ"اوجهراكي"، فلو ترجمها بـ"اونكهـ" أو بـ "ينكي" لكان أوضح.
(٢) انظر للمثال : الفاتحة : ٧، البقرة : ٢٦.