وقد عانى الباحث من مشكلة عدم توافر أي مرجع عربي في الموضوع، وعدم توافر أغلب المراجع السندية كذلك، ورغم ذلك فقد بذلت غاية مجهودي في الموضوع، فجاء بتيسير من الله وفتح منه بهذه الصورة التي أرجو الله تعالى أن تكون موفقة ومقبولة، فإن وفقت فمن الله تعالى، وله الشكر والثناء الجميل، وإن كان غير ذلك فأسال الله معافاته ومغفرته، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المقدمة :
نبذة تاريخية عن بلاد السند وحضارتها وانضمامها إلى الدولة الإسلامية :
بلاد "السند" قديمة وجوداً وحضارةً، وقد اختلف المؤرخون والجغرافيون في وجه تسميتها، فقيل :
أصلها :"سندهو" بمعنى النهر، حيث أطلقه أهل هذه البلاد في البداية على نهر السند.
وقيل : أصلها "هندهو" حيث كان الفرس يعرفونها بهذا الاسم جرياً على عادتهم في إبدال السين السنسكريتية بالهاء(١).
ولعل تسمية "الهند" الآن وشهرتها بـ"إنديا" ( India) مقابل شهرة بلاد السند بـ"إندس" (Indus) لدى الغربيين يؤيد ما ذهب إليه المؤرخون القدامى، ولذلك يقول الدكتور أحمد الساداتي :
"واختلف الناس في منشأ تسمية هذه البلاد، فمنهم من نسبها إلى الإله "إندرا" إله الهند القديم، ومنهم من ردَّها إلى السند الذي كان يعرفه الفرس القدماء باسم "هندهو" أي النهر" (٢).
(٢) تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية ١/٣.