ويعتقد البعض بأن اليونانيين بدلوا لفظ "سندهو" إلى الإندس (Indus) وأطلقوه على نهر السند، وعرفوه إلى شعوب أوروبا، بينما يرى الآخرون أن اليونانيين قد أخذوا الاسم "إندس" من الفرس وأعطوه للروم، ثم قدَّمه الروم إلى العالم الأوروبي مع فكرة جديدة، وهي أن :"إندس" ليس اسما يوناني التكوين للاسم "سندهو"، بل هو اسم فارسي مستقل بذاته لنهر السند، وقد احتفظ بكيانه دون أن يطرأ عليه أي تغيير(١).
وهنا نظرية أخرى، وفحواها: أن كلمة "الهند" ليست إلا تحريفاً لفظياً لكلمة "السند" المشتقة من كلمة "سياند" السنسكريتية، ومعناها "يسيل أو ينساب"، وكلمة "سندو" اسم لنهر إندوس، ومن كلمة "الهند" جاء اسم النهر "إندوس"، واسم البلاد "الهند"، ومن حيث فقه اللغة فإن الهند إنما تعني بلاد نهر الإندوس، ولقد وردت بعض الأمثلة استعملت فيها كلمتا الهند والسند كلمات مترادفة، ثم اتسع الاختلاف تدريجياً بين الكلمتين في فترة متأخرة(٢).
وكانت العرب تسمي نهر الإندس :"مهران"، وذكروا كثيراً من المدن التي كانت على ضفافه، أهمها : مُلتان، وقد شبه الإصطخري نهر مهران بـ"النيل" في الكبر والنفع، وقال : إن فيه تماسيح مثل تماسيح نيل مصر(٣).
نشأة الترجمات السندية للقرآن الكريم وتطورها :
تتشرف اللغة السندية بكونها أول لغة يترجم إليها القرآن الكريم في شبه القارة الهندية، كما أنها أغنى اللغات وأثراها في هذه القارة وأكثرها عدداً من حيث التفسير والترجمات للقرآن الكريم.

(١) راجع كتاب : سندهـ هكـ عام جائزو (رؤية عامة لبلاد السند) تأليف: T.H. Lambrick ص ١، ط: لجنة إحياء الأدب السندي عام ١٩٨٢م.
(٢) المجتمع الإسلامي في شبه القارة الهندية الباكستانية للدكتور/ إشتياق حسين القريشي ص ٣٥.
(٣) انظر بلدان الخلافة الشرقية ص ٣٦٩.


الصفحة التالية
Icon