كما أنه ترجم كلمة (فتيلا) في سورة النساء : ٤٩ بـ"داكو" أي : الخيط (المعروف للخياطة، وليس الخيط الذي يكون في شق نواة التمرة).
فلو ترجمها بـ " تند " – كما في الأمروتية والقرشية-، أو بـ"وت" –كما في الأحمدية - لكان أدق.
ترجم قوله تعالى :
﴿ كمثل الذين من قبلهم قريباً ذاقوا وبال أمرهم.. ﴾ (الحشر : ١٥).
بقوله :"(هنن جو قصو) انهن جي قصي جهرو آهي جي انهن كان اكـ هئا. انهن ويجهو ئي ينهنجي كم جو بجرو نتيجو جكيو..".
فأراه أنه ترجم (قريباً) وعدَّها ظرفاً لـ"ذاقوا"، لا على أنها متعلقة بما قبلها، وهذا وإن كان على خلاف ما عليه جمهور المترجمين من علماء السند، إلا أنه وجه صحيح، ذكره أبو حيان وغيره من المفسرين(١).
الملاحظات الأدبية:
تعبير المترجم في ترجمته سهل سلس، إلا أنه يستعمل أحياناً أسلوب العامية، كقوله :
"توذي" بدل "تو ذانهن" في عدة مواضع، منها في سورة البقرة: ٤.
"مون ذي" بدل "مون ذانهن" (الأنعام: ٩٣)
وقد يستعمل كلمات لغوية بعيدة الفهم، كترجمته لكلمة (نعاساً)
(آل عمران: ١٥٤) بـ "اوجهرن".
وكلمة (النعاس) (الأنفال : ١١) بـ "اوجهراكي".
ولو ترجمهما بـ"اونكهـ" أو بـ"ينكي" لكانت سهلة الفهم للعامة.
المبحث الرابع
في دراسة الترجمة القرشية
للعلامة الشيخ عبد الكريم القريشي (ت: ١٤١٩هـ)
المطلب الأول : نبذة موجزة عن حياة المترجم.
اسمه ونسبه :
هو العلامة الشيخ عبد الكريم بن محمد عالم بن عبد الله بن محمد كامل ابن المفتي محمد بن الشيخ عبد الله القرشي الصديقي السندي(٢).
ولادته ونشأته :
ولد في قرية "بير" (السدر) من مضافات قمبر (لاركانه) في ١٣٤١هـ = ١٩٢٣م.
دراسته وشيوخه :

(١) انظر البحر المحيط : ١٠/١٤٧.
(٢) هكذا أخبرني – رحمه الله - بنفسه عن سلسلة نسبه.


الصفحة التالية
Icon