كما كان -رحمه الله- يعقد دورات تفسيرية في فترات مختلفة ولاسيما في أيام عطلة المدارس الدينية والتي تكون عادة في أواخر رجب إلى نهاية رمضان، ويشارك فيها علماء ومدرسون وطلاب العلم والعامة كذلك، وكانت تلك الدروس التفسيرية تسجل كتابةً وعلى الأشرطة كذلك.
فمن أجل تلك الخبرة الطويلة في الترجمة والتفسير، بدأ الشيخ - رحمه الله - بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة السندية على منهج معين لم يسبق إليه – كما سيأتي توضيحه – واستمرت عملية الترجمة أكثر من اثني عشر عاماً إلى أن أقرَّ الله عينيه بطبعها لأول مرة في ١٤١٦هـ = ١٩٩٦م، وهي تشتمل على ١٢٣٦ صفحة.
قال فيها شيخه العلامة غلام مصطفى القاسمي السندي :
"الترجمة واضحة وسلسة جداً، وقد طبعت بثوب قشيب، وأرى أنها ستكون جد مقبولة لدى الخواص والعوام كترجمة الشيخ تاج محمود الأمروتي رحمه الله"(١).
وكان منهجه الذي اختاره لنفسه هو :
- أن تكون الترجمة تحت اللفظ(٢).
- أن لا تترك أي كلمة من النص بدون ترجمتها.
- أن تستخدم في الترجمة الكلمات السندية البحتة.
- أن تكون العبارة واضحة بجمل مفيدة بحيث تصبح شبه الترجمة المقصودة.
- تكون الترجمة واضحة بحيث لا يحتاج بعدها إلى استعمال الجمل التوضيحية بين الأقواس.
أن لا يخرج في أغلب الأحوال والمواضع عما اختاره من المعاني ورجحه شيخ شيوخه العلامة تاج محمود الأمروتي (رحمه الله) أو العلامة الشيخ محمد المدني.
المطلب الثالث : محاسن ترجمته:
١- نرى الترجمة المذكورة فريدة من نوعها، بحيث لم يسبق شيخنا إلى مثلها من حيث التعبير والمنهج، ولا من حيث اختيار المعاني، فالترجمات التي سُبق بها إما مقصودة، أو لفظية.

(١) مقدمة الترجمة القرشية.
(٢) لعلها تشبه في هذا الوصف ترجمة الشيخ محمد عالم بن محمد نعيم سومرة من علماء السند، انظر ترجمته ووصف ترجمته للقرآن الكريم في الترجمات للكهانكرو ص٢٠١-٢٠٣.


الصفحة التالية
Icon