- ومن الكلمات العامية فيها :(الوحوش = جناور) (التكوير : ٥).
ومهما كان من الأمر فإن هذه الملاحظات الخفيفة لا تقلل أبداً من شأنها ولا من أهميتها، ولا تعد قدحاً فيها، فإن محاسنها أكثر بكثير من مثل هذه الملاحظات، وقد استفاد منها خلق داخل بلاد السند وخارجها من الطلاب والعلماء، والمثقفين والعامة على حد سواء، وطبعها أكثر من مرة
-رغم كونها حديثة النشر- دليل قبولها ورواجها في الناس.
كما أن الشيخ – رحمه الله – لم يبق على قيد الحياة بعد صدور الطبعة الأولى من ترجمته إلا مدة قليلة، ولو عاش بعدها طويلاً ونُبّه على تلك الملاحظات لكان قد قبلها بصدر رحب حسب عادته في الأمور الشرعية والفتاوى الدينية، حيث كان رجَّاعاً إلى الحق والصواب، ولكان قام بالتعديلات الضرورية، وقد سمعت من بعض محبيه أنه كان قد قام ببعض التعديلات فعلاً في الترجمة وأعدها للطبعة الثانية، ولا أدري مدى مراعاتها وتنفيذها من قبل ورثته بعده فيها، والله أعلم.
المبحث الخامس
في دراسة الترجمة المنظومة
(نور القرآن)
للشيخ أحمد الملاح (ت: ١٩٦٧م = ١٣٨٧هـ)
المطلب الأول : نبذة موجزة عن حياة المترجم.
اسمه ونسبه :
هو العلامة الشاعر الشيخ : أحمد بن نانكيو خان الملاح.
ولادته ونشأته :
ولد في قرية " كندي" من مضافات (بدين) من بلاد السند في عام ١٨٧٧م.
دراسته وشيوخه :
درس الابتدائية في قريته وتعلم القرآن الكريم في مسجد قريته كذلك، ثم توجه إلى مدارس أخرى خارج قريته لتعلم اللغة العربية، وارتحل إلى مدن وقرى متعددة في سبيل ذلك، وتعلم الفارسية والعربية حتى تخرج في مدرسة نانكي شاه.
تدريسه وتلامذته :
كان الشيخ أحمد ذكياً وصاحب شخصية علمية، ذا أدب جم وخلق رفيع، وبدأ بالتدريس بعد تخرجه في مدارس عديدة، إلى أن أسس مدرسة أهلية عربية في مدينة (بدين) عام ١٩٣٢م، وعَيَّنَ فيها مدرسين أكفاء من أهل السند مشهورين بالتدريس والمهارة العلمية.


الصفحة التالية
Icon