١- الإمام الطبري: " يعني جل ذكره بقوله ((ويدرأ عنها العذاب)) ويدفع عنها الحد "(١).
٢- البغوي(٢): " وأراد بالعذاب الحد، كما قال في أول السورة ((وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)) أي حدهما "(٣).
٣- ابن جزي: " العذاب هنا حد الزنا "(٤).
٤- ابن كثير: ((ويدرأ عنها العذاب)) يعني الحد "(٥).
٥- الشوكاني: " والمراد بالعذاب: الدنيوي؛ وهو الحد "(٦).
... وغيرهم من المفسرين كالبيضاوي(٧) والسعدي(٨).
المخالفون:
... قلة من المفسرين اختاروا القول الآخر، منهم:
١- الإمام النسفي(٩): " ((ويدرأ عنها العذاب)) ويدفع عنها الحبس "(١٠).
٢- أبوالسعود: " أي العذاب الدنيوي وهو الحبس المغيا (١١) -على أحد الوجهين- بالرجم الذي هو أشد العذاب "(١٢).
... ومن المفسرين من جمع القولين دون ترجيح، كالشيخ حسنين محمد مخلوف(١٣).
تعقيب الباحث:
... الذي يظهر أن القول الراجح هو ما ذهب إليه الإمام الشنقيطي ومن وافقه، يشهد لذلك ما يلي:

(١) جامع البيان للطبري (١٨/٦٨).
(٢) العلاّمة الحافظ محيي السنة أبومحمد الحسين بن مسعود بن محمد البغوي المفسّر، من تصانيفه (معالم التنزيل)، كان له القدم الراسخ في التفسير والباع المديد في الفقه. توفي سنة (٥١٦هـ). نزهة الفضلاء (٣/١٣٧٠).
(٣) مختصر البغوي (٢/٦٣٦)..
(٤) التسهيل لابن جزي (٣/١٣٠).
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٢٦٥).
(٦) فتح القدير للشوكاني (٤/١٢).
(٧) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٥٩).
(٨) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٥٦٢).
(٩) أبوالبركات عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي، فقيه حنفي، مفسّر، له مصنفات جليلة منها: (مدارك التنزيل) في التفسير. توفي سنة (٧١٠هـ). الأعلام (٤/٦٧).
(١٠) مدارك التنزيل للنسفي (٣/١٠٢).
(١١) يعني: إلى غاية.
(١٢) إرشاد العقل السليم لأبي السعود (٤/٩٥).
(١٣) صفوة البيان لحسنين مخلوف (٤٤٧).

الوجه الخامس: أن السياق كله من أول السورة إلى هذه الآية إنما هو في القرآن(١) قال تعالى ﴿ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [سورة الزمر: ١-٣] فذكر في أول السورة كتابه ودينه والكلم الطيب والعمل الصالح فخير الكلام كتابه وخير العمل إخلاص الدين له، ثم أعاد ذكر الأصليين في قوله ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى ﴾ [سورة الزمر: ١٧] فهذا إخلاص الدين له، ثم قال: ﴿ فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ فهذا كتابه فتضمنت ذكر كتابه ودينه كما تضمنت (ذلك) أول السورة فما لأقوال المغنين والمغنيات هاهنا، ثم قال: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٢) ﴾ [سورة الزمر: ٢٢]. ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [سورة الزمر: ٢٣]، فأثنى على أهل السماع والوجد للقول والحديث الذي أنزله ولم يثن سبحانه على مطلق الحديث ومستمعيه، ثم أعاد سبحانه ذكر القرآن في قوله: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣) ﴾ [سورة الزمر: ٣٣].
(١) دلالة السياق قاعدة في الترجيح عند المفسرين، قواعد الترجيح عند المفسرين لحسن الحربي
(١/١٢٥).

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (٤٨) }... ٤٨
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِن اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (٥٦) ﴾... ٥٦
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٥٩) ﴾... ٥٩... ، ٧٠٢
﴿ أَلَمْ uچs؟ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا tAح"Ré& إِلَيْكَ وَمَا tAح"Ré& مِنْ y٧د=ِ٦s% tbrك‰ƒحچمƒ أَنْ (#ûqكJx.$yغtFtƒ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ (#ےrقگةDé& أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ك‰ƒحچمƒur الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (٦٠) ﴾... ٦٠... ٣٣٠
﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (٧٢) ﴾... ٧٢
﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٩٧) ﴾... ٩٧... ، ٥٥٤، ٥٥٧
﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٠٤) ﴾... ١٠٤


الصفحة التالية
Icon