٣-النيسابوري: " ((ولا يأتل أولوا الفضل منكم)) لا يحلف على حرمان أولي القربي " (١).
٤- ابن كثير: " ((ولا يأتل)) من الألية وهي الحلف، أي لا يحلف "(٢).
٥- البيضاوي: " ((ولا يأتل)) ولا يحلف؛ افتعال من الألية، أو لا يقصر من الألو - ويؤيد الأول أنه قرئ (ولا يتأل)(٣)، وأنه نزل في أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- وقد حلف أن لا ينفق على مسطح بعد، وكان ابن خالته وكان من فقراء المهاجرين "(٤).
٦- أبوالسعود: " ((ولا يأتل)) أي لا يحلف؛ افتعال من الألية، وقيل: لا يقصر؛ من الألو. والأول هو الأظهر لنزوله في شأن الصديق - رضي الله عنه - حين حلف أن لا ينفق على مسطح بعد. ويعضده قراءة من قرأ (ولا يتأل) "(٥).
٧- وقال الشهاب في حاشيته على البيضاوي: " (قوله افتعال من الألية) أي القسم، أو هو افتعال من الألو بمعنى التقصير ومنه لم آل جهداً في كذا، (وقوله من الألو) بوزن الدلو أو الألوّ بوزن العتوّ فإنهما مصدراه كما في كتاب اللغة(٦)، ويؤَيَّدُ الأول؛ أي القسمية لأن (يتألى) مخصوص به. (وقوله وأنه نزل... إلخ) تأييد آخر له للتصريح بأنه حلفٌ في سبب النزول "(٧).

(١) إيجاز البيان للنيسابوري (٢/٦٩).
... وهو: محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري، كان عالماً بارعاً مفسراً لغوياً فقيهاً متقناً فصيحاً، من مصنفاته: (إيجاز البيان عن معاني القرآن). توفي سنة (٥٥٣هـ). طبقات المفسرين (٢/٣١١)، إيجاز البيان بتحقيق الدكتور: علي بن سليمان العبيد (١/٣٤).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٢٧٥).
(٣) قراءة أبي جعفر -من العشرة- انظر: القراءات العشر المتواترة، لمحمد كريّم راجح ص(٣٥٢).
(٤) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٦١).
(٥) إرشاد العقل السليم لأبي السعود (٤/١٠٣).
(٦) انظر: القاموس المحيط للفيروز آبادي ص(١٦٢٧)، باب الواو والياء، فصل الهمزة.
(٧) حاشية الشهاب على البيضاوي (٦/٣٦٧).

وقال تعالى في حق المنعم عليهم: ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [سورة مريم: ٥٨]. وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ﴾ [سورة المائدة: ٨٣]. وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴾ [سورة الإسراء: ١٠٧]. وقال في ذم المعرضين عن هذا السماع: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (٢٢) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ﴾ [سورة الأنفال: ٢٢، ٢٣]. وقال: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٧١) ﴾ [سورة البقرة: ١٧١]. وقال: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (٧٣) ﴾ [سورة الفرقان: ٧٣].
وهذا كثير في القرآن وكتاب الله يبين بعضه بعضاً.
الوجه الثامن: أنه سبحانه قال: ((فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)) فمدحهم باستماع القول واتباع أحسنه، ومن المعلوم أن كثيراً من القول بل أكثره ليس فيه حسن فضلاً عن أن يكون أحسن بل غالب القول يكب قائله في النار على منخره.
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٤٥) }... ٤٥
﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٨٣) ﴾... ٨٣
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٩٢) ﴾... ٩٢
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (٩٥) ﴾... ٩٥
﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩٦) ﴾... ٩٦
﴿ * يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١٠٩) ﴾... ١٠٩... ، ٥٨٢


الصفحة التالية
Icon