... وبنحو عبارة من ذكرت جاء قول كل من الواحدي(١)، والزمخشري(٢) ومحيي.
المخالفون:
... وهم من رجّح أن الرؤية (عِلْمية قلبية)، يعني: أروني بالحجة والبرهان ماذا خلقت هذه الأصنام وكيف استحقت عبادتكم لها، قال بذلك من المفسرين:
١- الإمام البغوي: " ((قل أروني الذين ألحقتم به شركاء)) أي أعلموني الذين ألحقتموهم به أي بالله - عز وجل - شركاء في العبادة معه هل يخلقون ويرزقون "(٣).
٢- ابن عطية: " وقوله تعالى ((قل أروني)) يحتمل أن تكون رؤية قلب، فيكون قوله ((شركاء)) مفعولاً ثالثاً، وهذا هو الصحيح، أي أروني بالحجة والدليل كيف وجه الشركة "(٤).
٣- القرطبي: " يكون ((أروني)) هنا من رؤية القلب، فيكون ((شركاء)) المفعول الثالث، أي عرفوني الأصنام والأوثان التي جعلتموها شركاء لله - عز وجل -، وهل شاركت في خلق شيء، فبينوا ما هو؟ وإلا فلِمَ تعبدونها "(٥).
٤- أبوحيان: "... الظاهر أن أرى هنا بمعنى أعلم، فيتعدى إلى ثلاثة: الضمير للمتكلم هو الأول، والذين الثاني، وشركاء الثالث، أي أروني بالحجة والدليل كيف وجه الشركة، وهل يملكون مثقال ذرة أو يرزقونكم؟ "(٦).
٥- المحلي: " ((قل أروني)) أعلموني ((الذين ألحقتم به شركاء)) في العبادة "(٧).
٦- الشوكاني: " ((قل أروني الذين ألحقتم به شركاء)) أي أروني الذي ألحقتموهم بالله - عز وجل - شركاء له، وهذه الرؤية هي القلبية، فيكون (شركاء) هو المفعول الثالث؛ لأن الفعل تعدّى بالهمزة إلى ثلاثة: الأول: الياء في (أروني)، والثاني: الموصول، والثالث: ((شركاء)) "(٨).
(٢) الكشاف للزمخشري (٣/٥٦٥).
(٣) مختصر البغوي (٢/٧٦٢).
(٤) المحرر الوجيز لابن عطية (١٢/١٨٧).
(٥) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٤/٣٠٠).
(٦) البحر المحيط لأبي حيان (٨/٥٤٨).
(٧) تفسير الجلالين ص(٣٦١).
(٨) فتح القدير للشوكاني (٤/٣١٦).
... قال مقيده(١) عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي صوابه أن المراد بالنجم هو نجوم السماء، والدليل على ذلك أن الله جل وعلا في سورة الحج صرح بسجود نجوم السماء والشجر، ولم يذكر في آية من كتابه سجود ما ليس له ساق من النبات بخصوصه، ونعني بآية الحج قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَن اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾ [سورة الحج: ١٨]، فدلت هذه الآية أن الساجد من النجم(٢) في آية الرحمن هو النجوم السماوية المذكورة مع الشمس والقمر في سورة الحج، وخير ما يفسر به القرآن القرآن، وعلى هذا الذي اخترناه فالمراد بالنجم النجوم "(٣).
الموافقون:
... رجّح أن المراد بالنجم في قوله تعالى ((والنجم والشجر يسجدان)) نجوم السماء -مثل الشنقيطي- اثنان من المفسرين، هما:
١- ابن كثير (٤).......... ٢- السعدي(٥).
المخالفون:
... وهم الذين رجّحوا أن المراد بالنجم النبات الذي لا ساق له، وهو الذي نجم في الأرض وانبسط فيها، منهم:
١- الطبري (٦)....... ٢- الواحدي (٧)....... ٣- النسفي (٨).
٤- الزمخشري(٩)....... ٥- النيسابوري(١٠)....... ٦- الفخر الرازي(١١).
(٢) قال الشيخ الشنقيطي: " فدلت هذه الآية أن الساجد من الشجر... " ولعل كلمة الشجر هنا سبق قلم، لأن كلامه حول كلمة النجم، ولذلك أثبتها فاستقامت العبارة.
(٣) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٧٣٧).
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٢٧٠).
(٥) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٨٢٩).
(٦) جامع البيان للطبري (٢٧/٦٨).
(٧) الوجيز للواحدي (٢/١٠٥٣).
(٨) مدارك التنزيل للنسفي (٤/١٥٧).
(٩) الكشاف للزمخشري (٤/٤٣٣).
(١٠) إيجاز البيان للنيسابوري (٢/٢٢٦).
(١١) التفسير الكبير للفخر الرازي (١٠/٣٤١).