٢- البغوي: " ((يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق)) " جزاءهم الواجب، وقيل: حسابهم العدل "(١).
٣- النسفي: " ((يومئذٍ يوفيهم الله دينَهم الحقَّ)) بالنصب صفة للدين وهو الجزاء، ومعنى ((الحق)) الثابت الذي هم أهله "(٢).
٤- الفخر الرازي: " ((يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق)) ولا شبهة في أن نفس دينهم ليس هو المراد؛ لأن دينهم هو عملهم، بل المراد جزاء عملهم، والدين بمعنى الجزاء مستعمل كقولهم كما تدين تدان، وقيل: الدين هو الحساب كقوله ﴿ y٧د٩¨sŒ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [سورة التوبة: ٣٦] أي أن الذي نوفيهم من الجزاء هو القدر المستحق لأنه الحق وما زاد عليه هو الباطل "(٣).
... يفهم من كلامه: أن الله - عز وجل - يوفيهم الجزاء الحق دون زيادة عليهم بالباطل، وإنما ما يستحقونه بعدل وإنصاف.
٥- القرطبي: " أي حسابهم وجزاءهم "(٤).
٦- ابن جزي: " ((دينهم الحق)) أي جزاءهم الواجب لهم "(٥).
٧- البيضاوي: " ((يومئذٍ يوفيهم الله دينهم دينهم الحق)) جزاءهم المستحق " (٦).
٨- المحلى: " ((يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق )) يجازيهم جزاء الواجب عليهم "(٧).

(١) مختصر البغوي (٢/٦٣٩).
(٢) مدارك التنزيل للنسفي (٣/١٠٦).
(٣) التفسير الكبير للفخر الرازي (٨/٣٥٤).
وهو: فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين القرشي، الأصولي المفسر، قال عنه الذهبي: كان يتوقد ذكاءً وانتشرت تواليفه في البلاد شرقاً وغرباً، وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم، والله - عز وجل - يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر. توفي سنة (٦٠٦هـ). نزهة الفضلاء (٣/١٥٢٥).
(٤) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٢/٢١١).
(٥) التسهيل لابن جزي (٣/١٣٦).
(٦) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٦١).
(٧) تفسير الجلالين ص(٢٩٤).
... والمحلي هو: الإمام محمد بن أحمد بن محمد، جلال الدين المحلي، كان علاّمة آية في الذكاء والفهم، ومن أجلّ كتبه التي لم يكملها (تفسير القرآن) كتب منه من أول الكهف إلى آخر القرآن، توفي سنة (٦٨٤هـ). طبقات المفسرين (٢/٨٠).

وقد بيّن تعالى أن الشهيد على كل أمة من أنفس الأمة، فدل على أنه ليس من الملائكة، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [سورة النحل: ٨٩]، والرسل من أنفس الأمم كما قال تعالى في نبينا محمد - ﷺ - ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [سورة التوبة: ١٢٨] وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [سورة آل عمران: ١٦٤]"(١).
ولم أجد أحداً من المفسرين وافق الشيخ الشنقيطي فيما ذهب إليه.
المخالفون:
وأعني بهم الذين رجّحوا قولاً واحداً من الأقوال المذكورة في مجمل الأقوال، وهم -بحسب بيانهم لمعنى الآية- فئات:
أ- الذين قالوا إن المراد بالشهداء أمة محمد - ﷺ -، يشهدون للرسل أنهم بلغّوا رسالة الله - عز وجل -، منهم:
(١) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٦٢).

قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (٣٨) }... ٣٨
﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣) ﴾... ٥٣
﴿ إِن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٥٤) ﴾... ٥٤
﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٥٧) ﴾... ٥٧... ، ٨١٤، ٨١٥


الصفحة التالية
Icon