٩- أبوالسعود: " ((يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق )) أي يوم إذ تشهد جوارحهم بأعمالهم القبيحة، يعطيهم الله تعالى جزاءهم الثابت الذي يحقق أن يثبت لهم لا محالة وافياً كاملاً "(١).
١٠- السعدي: " ((يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق)) أي جزاءهم على أعمالهم الجزاء الحق، الذي بالعدل والقسط، يجدون جزاءها موفراً، لم يفقدوا منها شيئاً
﴿ وَيَقُولُونَ $sYtGn=÷ƒuq"tƒ مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا #[ژإر%tn وَلَا قOد=ّàtƒ y٧ڑ/u' أَحَدًا ﴾ [سورة الكهف: ٤٩]"(٢).
١١- سيد قطب: " ((يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق))... ويجزيهم جزاءهم العدل، ويؤدي لهم حسابهم الدقيق "(٣).
١٢- ابن عاشور: " وقوله ((يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق)) استئناف بياني؛ لأن ذكر شهادة الأعضاء يثير سؤالاً عن آثار تلك الشهادة؛ فيجاب بأن أثرها أن يجازيهم الله على ما شهدت به أعضاؤهم عليهم، فدينهم جزاؤهم كما في قوله ﴿ إ٧د="tB يَوْمِ الدِّينِ (٤) ﴾ [سورة الفاتحة: ٣]، و((الحقَّ)) نعت للدين، أي الجزاء العادل الذي لا ظلم فيه "(٤).
تعقيب الباحث:

(١) إرشاد العقل السليم لأبي السعود (٤/١٠٦).
(٢) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٥٦٥).
(٣) في ظلال القرآن لسيد قطب (٤/٢٥٠٥).
(٤) التحرير والتنوير لابن عاشور (١٨/١٩٢).

١- الإمام الطبري: " وقوله ((وجيء بالنبيين والشهداء)) يقول وجيء بالنبيين ليسألهم ربهم عما أجابتهم به أممهم وردّت عليهم في الدنيا حين أتتهم رسالة الله - عز وجل -، والشهداء يعني بالشهداء أمة محمد - ﷺ - يستشهدهم ربهم على الرسل فيما ذكرت من تبليغها رسالة الله - عز وجل - التي أرسلهم بها ربهم إلى أممها إذ جحدت أممهم أن يكونوا أبلغوهم رسالة الله - عز وجل -، والشهداء جمع شهيد وهذا نظير قول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [سورة البقرة: ١٤٣]. وقيل: عنى بقوله ((الشهداء)) الذين قتلوا في سبيل الله - عز وجل -، وليس لما قالوا من ذلك في هذا الموضع كبير معنى؛ لأن عقيب قوله: ((وجيء بالنبيين والشهداء)) ((وقضى بينهم بالحق)) وفي ذلك دليل واضح على صحة ما قلنا من أنه دعى بالنبيين والشهداء للقضاء بين الأنبياء وأممها "(١).
٢- ابن جزي: " ((وجيء بالنبيين)) ليشهدوا على قومهم ((والشهداء)) يحتمل أن يكون جمع شاهد أو جمع شهيد في سبيل الله - عز وجل -، والأول أرجح لأن فيه الوعيد معنى ولأنه أليق بذكر الأنبياء الشاهدين، والمراد على هذا أمة محمد - ﷺ - لأنهم يشهدون على الناس "(٢).
... وبعبارات مقاربة قال كل من الواحدي(٣)، والمحلي(٤)، والجمل(٥).
ب- الذين قالوا إن الشهداء هم الحفظة من الملائكة، منهم:
(١) جامع البيان للطبري (٢٤/٢٢).
(٢) التسهيل لابن جزي (٣/٤٣٢).
(٣) الوجيز للواحدي (٢/٩٣٩).
(٤) تفسير الجلالين ص(٣٩١).
(٥) الفتوحات الإلهية للجمل (٣/٦١٢).
... وهو: سليمان بن عمر بن منصور العجيلي، المعروف بالجمل، فقيه مفسر، صاحب الحاشية المعروفة بـ (الفتوحات الإلهية على تفسير الجلالين). توفي سنة (١٢٠٤هـ). الأعلام (٣/١٣١).

قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (٨٩) }... ٨٩
﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (١٤٥) ﴾... ١٤٥... ، ٥٦٥ـ ٥٨٦
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨) ﴾... ١٥٨
﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥) ﴾... ١٨٥
﴿ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦) ﴾... ١٨٦
﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١٨٨) ﴾... ١٨٨... ، ٦٨٥


الصفحة التالية
Icon