١- الإمام الطبري، قال: " والذي هو أولى الأقوال بالصواب عندي قول من قال: من كان يريد العزة فبالله فليتعزز فلله العزة جميعاً دون كل ما دونه من الآلهة والأوثان "(١).
٢- ابن جزي؛ ذكر الآية وبعدها قال: " تحتمل ثلاثة معانٍ: أحدها -وهو الأظهر-: من كان يريد نيل العزة فليطلبها من عند الله؛ فإن العزة كلها لله... "(٢).
٣- ابن كثير -بعد ذكر الآية- قال: " أي من كان يحب أن يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعاً "(٣).
٤- الشوكاني، قال: " والظاهر في معنى الآية: أن من كان يريد العزة ويطلبها فليطلبها من الله - عز وجل -، فلله العزة جميعاً، ليس لغيره منها شيء، فتشمل الآية كل من طلب العزة، ويكون المقصود بها: التنبيه لذوي الأقدار والهمم من أين تنال العزة، ومن أي جهة تطلب "(٤).
٥- السعدي، قال: " أي يا من يريد العزة؛ اطلبها ممن هي بيده، فإن العزة بيد الله، ولا تنال إلا بطاعته "(٥).
٦- سيد قطب: " هذه حقيقة؛ إن العزة كلها لله. وليس شيء منها عند أحد سواه. فمن كان يريد العزة فليطلبها من مصدرها الذي ليس لها مصدر غيره، ليطلبها عند الله. ليأخذ من الأصل الذي يملك وحده كل العزة، ولا يذهب يطلب قمامة الناس وفضلاتهم.
(٢) التسهيل لابن جزي (٣/٣٣٨).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٥٤٩).
(٤) فتح القدير للشوكاني (٤/٣٣٠).
(٥) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٦٨٥).
... الذي يظهر -والله أعلم- أن ما رجحه الشنقيطي والموافقون هو الراجح، من كون الأولين من الأمم الماضية من لدن آدم - عليه السلام - إلى نبينا محمد - ﷺ -، والآخرين هم من أمة محمد - ﷺ -، يدل لذلك.
١- سياق الآيات يدل على إرادة هذا المعنى فإن الآيات من أول سورة الواقعة فيها ذكر أهوال يوم القيامة، يقول تعالى: ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦) ﴾ [سورة الواقعة: ١-٦] ومعلوم أن أهوال وأحداث يوم القيامة لا يكون فيها فقط أمة محمد - ﷺ -، إنما جميع من خلق الله - عز وجل - من آدم
- عليه السلام - إلى قيامة الساعة: " ولا شك أنه لا يخص أمة دون أمة، والجميع مستوون في الأهوال والحساب والجزاء "(١)، " ودلالة سباق الآيات ولحاقها من المرجحات القوية بين الأقوال لدى المفسرين "(٢).
٢- كثرة القائلين به من أئمة التفسير قديماً وحديثاً أشبه أن يكون إجماعاً منهم عليه، و " إجماع جمهور المفسرين على قول يرجحه على غيره "(٣)، وقد قال الفخر الرازي عن القول الراجح المذكور إنه هو " المشهور "(٤).
٣- قلة القائلين بالقول رقم (٢) يعني أن يراد بالأولين أول هذه الأمة، وبالآخرين المتأخرين من هذه الأمة؛ تضعفه، مع عدم وضوح دليلهم في ترجيحه.
٤- ولم يجزم أحد من المفسرين بترجيح بقية الأقوال رقم (٣، ٤، ٥)، فلا تعتبر.
٥- فالراجح إذاً: أن السابقين جماعة كثيرة من مجموع الأمم الماضية من لدن آدم
(٢) قواعد التفسير لخالد السبت (١/٢٤٩).
(٣) قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (١/٢٨٨).
(٤) التفسير الكبير للفخر الرازي (١٠/٣٩٢).