٢- ابن جزي: " ((لتنذر قوما)) هم قريش، ويحتمل أن يدخل معهم سائر العرب وسائر الأمم، ((ما أنذر آباؤهم)) (ما) نافية، والمعنى: لم يرسل إليهم ولا لآبائهم رسول ينذرهم. وقيل: المعنى لتنذر قوماً مثل ما أنذر آباؤهم، فـ (ما) على هذا موصولة بمعنى الذي، أو مصدرية. والأول أرجح؛ لقوله ((فهم غافلون))، يعني قوله: ﴿ مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ [القصص: ٤٦، السجدة: ٣]، ولا يعارض هذا بعث الأنبياء المتقدمين فإن هؤلاء القوم لم يدركوهم ولا آباؤهم الأقربون "(١).
٣- ابن كثير: " ((لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون)) يعني بهم العرب فإنه ما أتاهم من نذير من قبله، وذكرهم وحدهم لا ينفي من عداهم، كما أن ذكر بعض الأفراد لا ينفي العموم. وقد تقدم (٢) ذكر الآيات والأحاديث المتواترة في عموم بعثته - ﷺ - عند قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ [سورة الأعراف: ١٥٨] "(٣).
٤- المحلي: " ((لتنذر)) به ((قوما)) متعلق بتنزيل ((ما أنذر أباؤهم)) أي لم ينذروا في زمن الفترة ((فهم)) أي القوم ((غافلون)) عن الإيمان والرشد "(٤).
٥- الشوكاني: " و (ما) في ((ما أنذر آباؤهم)) هي النافية، أي: لم ينذر آباؤهم [ثم ذكر بقية الأوجه، إلى أن قال:] وقد ذهب أكثر أهل التفسير إلى أن المعنى على النفي، وهو الظاهر من النظم، لترتيب (((فهم غافلون)) على ما قبله "(٥).
٦- القاسمي: " ((لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم)) أي برسول ولا كتاب ((فهم غافلون)) أي عن أمر حق الخالق والمخلوق، بالكفر والفساد ونكران البعث والمعاد "(٦).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٢/٢٥٥).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٥٦٤).
(٤) تفسير الجلالين ص(٣٦٩).
(٥) فتح القدير للشوكاني (٤/٣٤٩).
(٦) محاسن التأويل للقاسمي (١٤/٤٩٩٢).
٩- الألوسي: " (عرباً) متحببات إلى أزواجهن، جمع عروب كصبور وصُبُر، رُوي هذا عن جماعة من السلف، وفسرها جماعة أخرى بغنجات، ولا يخفى أن الغنج ألطف أسباب التحبب "(١).
١٠- السعدي: " ((عرباً))... والعروب: هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها ومحبتها، فهي التي إن تكلمت سَبَتِ العقول، ووّد السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصاً عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة والنغمات المطربة، إن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحاً وسروراً، وإن برزت من محل إلى آخر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحاً طيباً ونوراً، ويدخل في ذلك الغنجة عند الجماع "(٢).
١١- سيد قطب: " ((فجعلناهن أبكاراً)) لم يمسسن ((عرباً))... متحببات إلى أزواجهن "(٣).
١٢- ابن عاشور: " العروب: المرأة المتحببة إلى الرجل، أو التي لها كيفية المتحببة وإن لم تقصد التحبب، بأن تكثر الضحك بمرأى الرجل أو المزاح أو اللهو أو الخضوع في القول أو اللثغ في الكلام بدون علة أو التغزل في الرجل والمساهلة في مجالسته والتدلل وإظهار معاكسة أميال الرجل لِعباً لا جِدَّاً. وإنما فسروها بالمتحببة لأنهم لما رأوا هاته الأعمال تجلب محبة الرجل للمرأة؛ ظنوا أن المرأة تفعلها لاكتساب محبة الرجل. ولذلك فسر بعضهم: العروب بأنها المغتلمة، وإنما تلك حالة من أحوال بعض العروب "(٤).
... ولا يوجد مخالفون في هذا الموضع.
ولكن الذين لم يرجحوا قولاً محدداً، واكتفوا بسرد الأقوال كلها أو بعضها عند بيانهم لمعنى الآية، يمكن اعتبارهم تحت هذا التصنيف، وسأذكرهم وأشير إلى أقوالهم بالإحالة إلى مجمل الأقوال، اختصاراً وبُعداً عن التكرار والإملال.
(٢) تيسير الكرم الرحمن للسعدي ص(٨٣٤).
(٣) في ظلال القرآن لسيد قطب (٦/٣٤٦٤).
(٤) التحرير والتنوير لابن عاشور (٢٧/٣٠١).