٧- السعدي: " ((لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون)) وهم العرب الأمّيَون، الذين لم يزالوا خالين من الكتب، عادمين الرسل، قد عمتهم الجهالة وغمرتهم الضلالة، وأضحكوا عليهم وعلى سفههم عقول العالمين، فأرسل الله إليهم رسولاً من أنفسهم، يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، فينذر العرب الأميين، ويذكّر أهل الكتاب بما عندهم من الكتب، فنعمة الله - عز وجل - به على العرب خصوصاً، وعلى غيرهم عموماً "(١).
... وقال بمثل هذا أيضاً من المفسرين: القنوجي(٢)، والمراغي(٣)، وسيد قطب(٤)، وابن عاشور(٥).
أما المخالفون، فلم أجد في ما وقفت عليه من أقوال المفسرين أحداً رجّح قولاً مخالفاً لما ذهب إليه الشنقيطي، وإنما غاية من وجدت -غير الموافقين- جمعوا الأقوال كلها أو بعضها عند بيانهم لمعنى الآية، أذكر أقوال بعضهم وأشير إلى البقية، فمنهم:
١- الإمام الماوردي: " ((لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم)) فيه وجهان:
أحدهما: أنهم قريش أنذروا بنبوة محمد - ﷺ - ولم ينذر آباؤهم من قبلهم.
الثاني: أنه عام، ومعناه: لتنذر قوماً كما أنذر آباؤهم "(٦).
٢- البغوي: " ((لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم)) قيل: (ما) للنفي أي لم تنذر آباؤهم لأن قريشاً لم يأتهم نبي قبل محمد - ﷺ -. وقيل: (ما) بمعنى الذي لتنذر قوماً بالذي آنذر آباؤهم))(٧).
(٢) فتح البيان للقنوجي (١١/٢٧١).
(٣) تفسير المراغي (٢٢/١٤٦).
(٤) في ظلال القرآن لسيد قطب (٥/٢٩٥٩).
(٥) التحرير والتنوير لابن عاشور (٢٢/٣٧٤).
(٦) النكت والعيون للماوردي (٥/٦).
... وهو: أبوالحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعيين، وليَّ القضاء، وله مصنفات كثيرة في الفقه وأصوله والتفسير والأدب. توفي سنة (٤٥٠هـ). طبقات المفسرين (١/٤٢٣).
(٧) مختصر البغوي (٢/٧٧٤).
١- الماوردي(١): ذكر الأقوال رقم (١+٢+٣+٤+٥+٦+٧).
٢- البغوي(٢): ذكر الأقوال رقم (٣+٤).
٣- ابن الجوزي (٣): ذكر الأقوال رقم (١+٢+٣+٤+٥).
٤- القرطبي(٤): ذكر الأقوال رقم (١+٢+٣+٤+٥).
٥- الخازن(٥): ذكر الأقوال رقم (١+٣).
٦- ابن جزي (٦): ذكر الأقوال رقم (١+٣+٤).
٧- أبوحيان(٧): ذكر الأقوال رقم (١+٣+٤).
٨- ابن كثير(٨): ذكر الأقوال رقم (١+٢+٣+٤+٥+٧).
٩- الثعالبي(٩): ذكر الأقوال رقم (١+٣+٤+٥).
١٠- الشوكاني(١٠): ذكر الأقوال رقم (١+٣+٤).
١١- القنوجي(١١): ذكر الأقوال رقم (١+٢+٣+٤).
تعقيب الباحث:
... الظاهر -والله أعلم- أن الراجح هو ما ذهب إليه الشنقيطي والموافقون من أن لفظة ((عرباً)) يراد بها جمع عروب؛ وهي المتحببة إلى زوجها بحسن التبعل، بما يشمله حسن التبعل من حسن في الأقوال والأفعال، يدل لذلك:
١- كون هذا هو اختيار الجمهور، صرح بذلك الألوسي بقوله عنه إنه " هو الذي عليه الأكثر "(١٢)، والشنقيطي قال: " هذا هو قول الجمهور "(١٣).
٢- دلالة اللغة العربية عليه، فإن ((عُرُباً)) جمع عَروب " واشتقاقه من أعرب إذا بيّن، فالعروب تبين محبتها لزوجها بشَكَل وغنج وحسن كلام "(١٤).
(٢) مختصر البغوي (٢/٩١٨).
(٣) زاد المسير لابن الجوزي (٧/٢٨٥).
(٤) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٧/٢١١).
(٥) لباب التأويل للخازن (٧/١٦).
(٦) التسهيل لابن جزي (٤/١٦٣).
(٧) البحر المحيط لأبي حيان (١٠/٨٢).
(٨) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٢٩١).
(٩) جواهر الحسان للثعالبي (٤/٢٥٣).
(١٠) فتح القدير للشوكاني (٥/١٥٢).
(١١) فتح البيان للقنوجي (١٣/٣٦٩).
(١٢) روح المعاني للألوسي (٢٧/١٤٢).
(١٣) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٧٧٥).
(١٤) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٧/٢١١).