١- استناداً إلى قاعدة: إذا دار الكلام بين التأسيس والتأكيد فحمله على التأسيس أولى(١)، فإذا فسّر الإمام المبين بصحف الأعمال كان فيه تكرار لما ذكره في قوله ((ونكتب ما قدموا))، وأما إذا فسّر بأنه اللوح المحفوظ أفاد معنى جديداً في الآية، وحمله عليه أوْلى.
٢- كثرة القائلين بهذا القول يشبه إجماعهم عليه، وإن لم يصرّح أحد من المفسرين بهذا.
٣- عدم وجود مخالف بحيث إنه لم يوجد أحد من المفسرين لا قديماً ولا حديثاً رجّح القول الآخر الوارد في معنى الآية.
٤- وإن كان كلا القولين قد دلت عليه آيات فتساويا من هذه الناحية، إلا أن حمل المعنى على أنه اللوح المحفوظ أرجح لما ذكرته في النقاط الثلاث السابقة. والله أعلم بالصواب.
- - -
المراد بالصافات والزاجرات والتاليات
٥٢- قوله تعالى: ﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) دN¨uچإ_¨¨"٩$$sù #Xچô_y- (٢) دM"uٹد="­G٩$$sù ذِكْرًا (٣) إِنَّ إِلَهَكُمْ س‰دn¨uqs٩ (٤) رَبُّ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ة-حچ"t±yJّ٩$# (٥) ﴾ [سورة الصافات: ١-٥].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
... اختلف العلماء في المراد بالصافات والزاجرات والتاليات المذكورة في هذه الآيات من سورة الصافات؛ على أقوال:
١- أن المراد بها جميعاً الملائكة التي تصف في السماء صفوفاً لعبادة الله - عز وجل - (٢).
٢- أن المراد بالصافات الطير تصفّ أجنحتها في الهواء.
٣- أن المراد بالصافات جماعات المسلمين يصفون في مساجدهم للصلاة، ويصفّون في غزوهم عند لقاء العدو.
٤- ويراد بالزاجرات زجراً، والتاليات ذكراً: جماعات العلماء العاملين يلقون آيات الله على الناس، ويزجرون عن معاص الله - عز وجل - بآياته ومواعظه التي أنزلها على رسله.

(١) قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (٢/٤٧٣).
(٢) التسهيل لابن جزي (٣/٣٦٦).

وأما صدهم من أطاعهم عن سبيل الله فقد بينه الله - عز وجل - في آيات من كتابه كقوله تعالى ﴿ * ô‰s% قOn=÷ètƒ ھ!$# tûüد%بhqyèكJّ٩$# َOن٣ZدB tû، خ#ح !$s)ّ٩$#ur ِNخgدR؛uq÷z﴾ Nè=yd $uZّٹs٩خ) } [سورة الأحزاب: ١٨]، وقوله تعالى: ﴿ $pkڑ‰r'¯"tƒ tûïد%©!$# (#qمYtB#uن ںw (#qçRqن٣s؟ tûïد%©!$%x. (#rمچxےx. (#qن٩$s%ur ِNخgدR؛uq÷z﴾ #sŒخ) (#qç/uژںر 'خû اعِ'F﴿$# ÷rr& (#qçR%x. "x"نî ِq©٩ (#qçR%x. $tRy‰Yدم $tB (#qè؟$tB $tBur (#qè=دFè% ﴾ [سورة آل عمران: ١٥٦]، وقوله تعالى: ﴿ tûïد%©!$# (#qن٩$s% ِNحkحX؛uq÷z﴾ (#rك‰yès%ur ِqs٩ $tRqمم$sغr& $tB (#qè=دFè% } [سورة آل عمران: ١٦٨]، وقوله تعالى: ﴿ ¨bخ)ur َOن٣ZدB `yJs٩ ¨ûsôدeـt٧م‹©٩ ﴾ [سورة النساء: ٧٢] "(١).
الشيخ الشنقيطي يرى أن المراد بقوله تعالى ((فصدوا عن سبيل الله)): صدوا غيرهم عن دين الإسلام، على أن (صدّ) متعدية.
الموافقون:
رجح أن معنى ((فصدوا عن سبيل الله)) أي أن المنافقين يصدون الناس عن طاعة الله - عز وجل - والإيمان به، بتثبيطهم عن الدخول في الإسلام؛ عدد غير قليل من المفسرين، وهو المعنى الذي ذهب إليه الشنقيطي، منهم:
١- النسفي(٢)....... ٢- الزمخشري(٣)....... ٣- الفخر الرازي(٤)....
٤- ابن كثير(٥)....... ٥- البيضاوي(٦)....... ٦- البقاعي(٧).
٧- الألوسي(٨).......... ٨- السعدي(٩).
المخالفون:
(١) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٨٢١).
(٢) مدارك التنزيل للنسفي (٤/١٧٨).
(٣) الكشاف للزمخشري (٤/٤٨٣).
(٤) التفسير الكبير للفخر الرازي (١٠/٤٩٧).
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٣٢٨).
(٦) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٢٥٣).
(٧) نظم الدرر للبقاعي (١٩/٣٨٨).
(٨) روح المعاني للألوسي (٢٨/٣٣).
(٩) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٨٤٧).


الصفحة التالية
Icon