وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [سورة العنكبوت، من الآية (١٨)]، وقال جل وعلا: ﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) وَلَعَلَّهُمْ ڑcrمچ¤٦xےtFtƒ ﴾ [سورة النحل: ٤٤] "(١)، وقد أخذ الصحابة رضوان الله عليهم القرآن الكريم ومعانيه عن رسول الله - ﷺ -، وقد كانوا أعلم الناس بكتاب الله - عز وجل -، وعن الصحابة أخذ التابعون التفسير، وعن التابعين أخذ أتباعهم، وهكذا استمر الاهتمام بتعلم القرآن الكريم وتفسيره، حتى أضحت المكتبة التفسيرية من أوسع المكتبات، وأكثرها إنتاجاً وأعمقها فكراً.
وإن من أفضل كتب التفسير المتأخرة، وأغزرها فائدة، وأقواها منهجاً كتاب: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمؤلفه: فضيلة الشيخ الإمام محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي -رحمه الله-.
ولذا وقع اختياري عليه لتكون رسالتي للماجستير دراسة ترجيحاته في المسائل التفسيرية من أول سورة النور إلى نهاية سورة المجادلة، وذلك للأسباب الآتية:
١- إمامته -رحمه الله- في التفسير والفقه والأصول والعربية وكثير من العلوم، حيث شهد له بذلك العلماء:
أ- قال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-: " كان آية في العلم والقرآن واللغة وأشعار العرب ".
ب- قال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: " كان ذا علم واسع بالتفسير واللغة العربية وأقوال أهل العلم في تفسير كتاب الله - عز وجل -، مع الزهد والورع والتثبت في الأمر ".
جـ- قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: " ومن حيث جمعه لكثير من العلوم، ما رأيت مثله، وهو يذكّر بشيخ الإسلام ابن تيمية ".
" وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب: قول من قال عني بالنكاح في هذا الموضع الوطء وأن الآية نزلت في البغايا المشركات ذوات الرايات. وذلك لقيام الحجة على أن الزانية من المسلمات حرام على كل مشرك، وأن الزاني من المسلمين حرام عليه كل مشركة من عبدة الأوثان، فمعلوم إذ كان ذلك كذلك أنه لم يعنِ بالآية أن الزاني من المؤمنين لا يعقد عقد نكاح على عفيفة من المسلمات ولا ينكح إلا بزانية أو مشركة. وإذا كان ذلك كذلك، فبيّن أن معنى الآية: الزاني لا يزني إلا بزانية لا تستحل الزنا أو بمشركة تستحله. وقوله ((وحرم ذلك على المؤمنين)) يقول: وحُرم الزنا على المؤمنين بالله ورسوله، وذلك هو النكاح الذي قال جل ثناؤه: ((الزاني لا ينكح إلا زانية)) "(١).
٢- الجصاص(٢): " ولا يخلو قوله تعالى ((الزاني لا ينكح إلا زانية)) من أحد وجهين، إما أن يكون خبراً وذلك حقيقته أو نهياً وتحريماً؛ ثم لا يخلو من أن يكون المراد بذكر النكاح هنا الوطء أو العقد، وممتنع أن يحمل على معنى الخبر وإن كان ذلك حقيقة اللفظ؛ لأنا وجدنا زانياً يتزوج غير زانية وزانية تتزوج غير الزاني، فعلمنا أنه لم يَردْ مورد الخبر، فثبت أنه أراد الحكم والنهي، فإذا كان كذلك فليس يخلو من أن يكون المراد الوطء أو العقد، وحقيقة النكاح هو الوطء في اللغة(٣)، فوجب أن يكون محمولاً عليه على ما روي عن ابن عباس(٤) ومن تابعه في أن المراد: الجماع "(٥).
(٢) أبوبكر أحمد بن علي الرازي المعروف، بالجصاص، سكن بغداد؛ وعنه أخذ فقهاؤها، قال الخطيب: كان إمام أصحاب أبي حنيفة في وقته، وكان مشهوراً بالزهد. توفي سنة (٣٧٠هـ). طبقات المفسرين (١/٥٥).
(٣) القاموس المحيط للفيروز آبادي ص(٣١٤)، باب الحاء فصل النون.
(٤) الدر المنثور للسيوطي (٥/١٩).
(٥) أحكام القرآن لجصاص (٣/٣٤٦).
٧- سيد قطب: " ((وأرض الله واسعة)) فلا يقعد بكم حب الأرض، وإلف المكان، وأواصر النسب والقربي والصحبة في دارٍ عن الهجرة منها إذا ضاقت بكم في دينكم، وأعجزكم فيها الإحسان. فإن الالتصاق بالأرض في هذه الحالة مدخل من مداخل الشيطان، ولون من اتخاذ الأنداد لله في قلب الإنسان. وهذه لفتة قرآنية لطيفة إلى مداخل الشرك الخفية في القلب البشري.. "(١).
... وبنحو ألفاظ من ذكرتُ جاء كلام كل من: الإمام البغوي(٢)، والزمخشري(٣)، والفخر الرازي(٤)، والقرطبي(٥)، والخازن(٦)، وابن جزي(٧)، وأبي حيان(٨)، و ابن كثير(٩)، والبيضاوي(١٠)، والمحلي(١١)، والثعالبي (١٢)، وغيرهم(١٣).
... ولا يوجد مخالف للموافقين في هذا الترجيح، وعليه أقول:
تعقيب الباحث:
... يظهر -والله أعلم- أن الآية يراد بها الحث على الهجرة إذا كان المسلم بمكان لا يتمكن فيه من إقامة شرائع الدين، وهو ما رجحه جمهور المفسرين ومنهم الشيخ الشنقيطي، يدل على ذلك أمور:
(٢) مختصر البغوي (٢/٨٠٨).
(٣) الكشاف للزمخشري (٤/١١٣).
(٤) التفسير الكبير للفخر الرازي (٩/٤٣١).
(٥) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٥/٢٤٠).
(٦) لباب التأويل للخازن (٦/٥٨).
(٧) التسهيل لابن جزي (٣/٤١٩).
(٨) البحر المحيط لأبي حيان (٩/١٩٠).
(٩) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٤٨).
(١٠) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/١٦٨).
(١١) تفسير الجلالين ص(٣٨٦).
(١٢) جواهر الحسان للثعالبي (٤/٥١).
(١٣) كأبي السعود في إرشاد العقل السليم (٤/٦٠٣)، والشوكاني في فتح القدير (٤/٤٣٧)، والألوسي في روح المعاني (٢٣/٢٤٨)، والقنوجي في فتح البيان (١٢/٩١)، والقاسمي في محاسن التأويل (١٤/٥١٣٢)، والمراغي في تفسيره (٢٣/١٥٣)، وابن عاشور في التحرير والتنوير (٢٣/٣٥٤).
وَعَادًا وَثَمُودَ |="utُ¾r&ur الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ y٧د٩¨sŒ #[ژچدVx. (٣٨) }... ٣٨
﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٥٠) ﴾... ٥٠
﴿ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴾... ٥٥
﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِن عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥) ﴾... ٦٥
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (٦٧) ﴾... ٦٧
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (٧٣) ﴾... ٧٣
﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ 'دn١u' لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ $JB#u"د٩ (٧٧) ﴾... ٧٧... ٣٧٧
سورة الشعراء
﴿ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (١٩) ﴾... ١٩
﴿ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ tû، دk!!$ز٩$# (٢٠) ﴾... ٢٠
﴿ فَوَهَبَ لِي 'دn١u' حُكْمًا سة_n=yèy_ur مِنَ tûüد=y™ِچكJّ٩$# ﴾... ٢١
﴿ y٧د٩¨x‹x. çm"sYُ٣n=y™ فِي قُلُوبِ ڑْüدBحچôfكJّ٩$# (٢٠٠) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ٤س®Lxm (#مruچtƒ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٢٠١) ﴾... ٢٠٠-٢٠١... ٤٠٢
﴿ ِ@ھ.uqs؟ur عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي y٧١uچtƒ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي tûïد‰إf"، ،٩$# (٢١٩) ﴾... ٢١٧-٢١٩
سورة النمل
﴿ بَلِ x٨u'¨¨ٹ$# عِلْمُهُمْ فِي دouچ½zFy$# بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (٦٦) ﴾... ٦٦
﴿ وَوَقَعَ الْقَوْلُ Nخkِژn=tم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (٨٥) ﴾... ٨٥... ٤٢٣
سورة العنكبوت
﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) ﴾... ٣٨
سورة السجدة