والثاني: استئذان الصغار والمماليك المذكور في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا zNè=çtù:$# مِنْكُمْ ثَلَاثَ ;N¨

چtB ﴾ [سورة النور: ٥٨] "(١).

٤- ابن كثير: " -بعد ذكر الآية- هذه آداب شرعية أدب الله - عز وجل - بها عباده المؤمنين، وذلك في الاستئذان أمرهم أن لا يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم حتى يستأنسوا؛ أي: يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعد "(٢).
٥- المحلّى: " ((حتى تستأنسوا)) أي تستأذنوا "(٣).
٦- السعدي: "... حتى يستأنسوا أي يستأذنوا. وسمى الاستئذان استئناساً؛ لأن به يحصل الاستئناس، وبعدمه تحصل الوحشة "(٤).
المخالفون:
... وأعني بالمخالفين الذين اختاروا أن الاستئناس هو ضد الاستيحاش سواءاً كان زوال الوحشة متعلقاً بأهل البيت أو الضيف، وكذلك من قال بأن المعنى: هل يوجد إنسان في البيت؟، فمنهم:

(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١٥/٣٦٩-٣٧١).
... وهو: الإمام الحافظ شيخ الإسلام، تقي الدين أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني، حفظ القرآن الكريم وهو صغير ولطلب العلم، وتولى التدريس وعمره إحدى وعشرون سنة، كُتب له تراجم جَمَّة، وذكروا أن شيوخه أكثر من مائة شيخ، ومصنفاته أكثر من ستة آلاف مجلد. قال عنه الذهبي: لعل فتاويه في الفنون تبلغ ثلاثمائة مجلد؛ بل أكثر، وإذا سُئل كأن السنة بين عينيه؛ وعلى طرف لسانه. توفي سنة (٧٢٨هـ). بتصرف من مقدمات مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، المجلد الأول.
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٢٧٨).
(٣) تفسير الجلالين ص(٢٩٤).
(٤) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٥٦٥).

٢- عند انقضاء آجالهم ٣- البعث من القبور للحساب (١)
ترجيح الشنقيطي:
... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه؛ أن المراد بالإماتتين في هذه الآية الكريمة: الإماتة الأولى التي هي كونهم في بطون أمهاتهم نطفاً وعلقاً ومضغاً، قبل نفخ الروح فيهم، فهم قبل نفخ الروح فيهم لا حياة لهم، فأطلق عليهم بذلك الاعتبار اسم الموت. والإماتة الثانية هي إماتتهم وصيرورتهم إلى قبورهم عند انقضاء آجالهم في دار الدنيا.
... وأن المراد بالإحياءتين: الإحياءة الأولى في دار الدنيا، والإحياء الثانية التي هي البعث من القبور إلى الحساب والجزاء والخلود الأبدي الذي لا موت، إما في الجنة وإما في النار.
... والدليل من القرآن على أن هذا القول في الآية هو التحقيق؛ أن الله - عز وجل - صرح به واضحاً في قوله جل وعلا: ﴿ ؟y#ّ‹x. ؟ڑcrمچàےُ٣s؟؟"!$$خ/؟ِNçGYà٢ur؟$Y؟¨uqّBr&؟ِNà٦"uٹômr'sù؟ ؟NèO؟ِNن٣çG‹دJمƒ؟NèO؟ِNن٣‹ح‹ّtن†؟NèO؟دmّٹs٩خ)؟ڑcqمèy_ِچè؟؟اثرب؟ ﴾ ؟[سورة البقرة: ٢٨]. وبذلك تعلم أن ما سواه من الأقوال في الآية لا معوّل عليه "(٢).
... فبخلاصة بسيطة يمكننا القول إن القول الراجح عند الشيخ الشنقيطي هو القول الأول الوارد في مجمل الأقوال، فانظره.
الموافقون:
... لقد ذهب إلى مثل ما ذهب إليه الشنقيطي في بيان المراد بالإماتتين والإحياءتين جمهور من المفسرين معتبرين الإماتتين؛ الأولى: كونهم نطفاً وعلقاَ ومضغاً قبل نفخ الروح، والثانية: الموت بعد انقضاء الأجل. وأما الإحياءتين؛ فالأولى: حياتهم في دار الدنيا، والثانية: حياتهم في الآخرة بعد البعث، وترجيح من رجّح هذا القول جاء على أشكال متنوعة:
أ- التصريح بأنه هو الراجح في الآية أو الصواب ونحو ذلك.
(١) الأقوال الثلاثة كلها ذكرها الماوردي في النكت والعيون (٥/١٤٦).
(٢) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٧٢).

وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥) }... ٦٥
﴿ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي ں@ƒدنآuژَ خ) الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو ں@ƒدنآuژَ خ) وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠) ﴾... ٩٠... ، ٥٤٨، ٥٥٢
﴿ آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) ﴾... ٩١... ، ٤٣٦
﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) ﴾... ٩٦
﴿ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٩٧) ﴾... ٩٧
﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠١) ﴾... ١٠١
سورة هود
﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) ﴾... ٧... ، ٨٢٠، ٨٢٨
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) ﴾... ١٥... ، ٧٠٩
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٦) ﴾... ١٦... ، ٧٠٩
﴿ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠) ﴾... ٢٠... ، ٥٠٢


الصفحة التالية
Icon