١- ابن العربي: اختار المعنى الوارد عن ابن قتيبة(١) أن معنى ((حتى تستأنسوا)) أي: حتى تعلموا فيها من تستأذنون عليه أم لا؟ حيث قال: " وأشبه ما فيه قول ابن قتيبة؛ فإنه عبّر عن اللفظيين بمعنيين متغايرين مقيدين. وهذا هو حكم اللغة في جَعْل معنى لكل لفظ "(٢).
٢- سيد قطب: " ويعبر عن الاسئتذان بالاستئناس، وهو تعبير يوحي بلطف الاستئذان، ولطف الطريقة التي يجيء بها الطارق، فتحدث في نفوس أهل البيت أنساً به، واستعداداً لاستقباله. وهي لفتة دقيقة لطيفة، لرعاية أحوال النفوس، ولتقدير ظروف الناس في بيوتهم، وما يلابسها من ضرورات لا يجوز أن يشقى بها أهلها ويحرجوا أمام الطارقين في ليل أو نهار.
... فالاستئذان على البيوت يحقق للبيوت حرمتها التي تجعل منها مثابة وسكناً. ويوفر على الحرج من المفاجأة، والضيق والمباغتة، والتأذي بانكشاف العورات... وهي عورات كثيرة، تعني غير ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر هذه اللفظة... إنها ليست عورات البدن وحدها. إنما تضاف إليها عورات الطعام، وعورات اللباس، وعورات الأثاث، التي قد لا يحب أهلها أن يفاجئهم عليها الناس دون تهيؤ وتجمل وإعداد. وهي عورات المشاعر الحالات النفسية؛ فكم منا يحب أن يراه الناس وهو في حال ضعف يبكي لانفعال مؤثر، أو يغضب لشأن مثير، أو يتوجع لألم يخفيه عن الغرباء؟! وكل هذه الدقائق يرعاها المنهج القرآني بهذا الأدب الرفيع، أدب الاستئذان "(٣).

(١) عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، كان رأساً في اللغة والأخبار وأيام الناس، ثقة ديّناً فاضلاً، من مصنفاته: (إعراب القرآن) و (مشكل القرآن). توفي سنة (٢٦٧هـ). طبقات المفسرين (١/٢٤٥).
(٢) أحكام القرآن لابن العربي (٣/١٣٥٩) بتصرف.
(٣) في ظلال القرآن لسيد قطب (٤/٢٠٥٨) بتصرف.

ب- الردّ على القولين الآخرين بأنهما ضعيفان أو خلاف ظاهر القرآن ونحو ذلك.
جـ- أو بذكر الراجح وحده فقط دون التطرق لغيره من الأقوال.
... وهاكم نماذج من أقوال الموافقين:
١- الإمام الواحدي: " ((قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنين)) وذلك أنهم كانوا أمواتاً نطفاً فأحيوا ثم أميتوا في الدنيا ثم أحيوا للبعث "(١).
؟؟؟الزمخشري: " ((اثنتين)) إماتتين وإحياءتين، أو موتتين وحياتين. وأراد بالإماتتين: خلقهم أمواتاً أولاً، وإماتتهم عند انقضاء آجالهم، وبالإحياءة؟الإحياءة الأولى وإحياءة البعث. وناهيك تفسراً لذلك قوله تعالى: ﴿ ؟ِNçGYà٢ur؟$Y؟¨uqّBr&؟ِNà٦"uٹômr'sù؟ ؟NèO؟ِNن٣çG‹دJمƒ؟

NèO؟ِNن٣‹ح‹ّtن†؟ ﴾ ؟[سورة البقرة: ٢٨] [وذكر بعد ذلك أحد الأقوال الأخرى وعلّق بأنه:] خلاف ما في القرآن "(٢).

٣- ابن كثير: " وقوله ((قالوا ربنا أمتنا اثنتين)): هذه الآية كقوله تعالى:
﴿ ؟y#ّ‹x. ؟ڑcrمچàےُ٣s؟؟"!$$خ/؟ِNçGYà٢ur؟$Y؟¨uqّBr&؟ِNà٦"uٹômr'sù؟ ؟NèO؟ِNن٣çG‹دJمƒ؟NèO؟ِNن٣‹ح‹ّtن†؟NèO؟دmّٹs٩خ)؟ڑcqمèy_ِچè؟؟ ﴾ ؟[سورة البقرة: ٢٨]. وهذا هو الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية. [ثم ذكر القولين الآخرين وقال عنهما إنهما:] ضعيفان "(٣).
٤- الثعالبي: " واختلف في معنى قولهم أمتنا اثنتين... فقال ابن عباس وغيره: أرادوا موتة كونهم في الأصلاب ثم إحياءهم في الدنيا ثم إماتتهم الموت المعروف، ثم إحياءهم يوم القيامة، وهي كالتي في سورة البقرة: ﴿ ؟y#ّ‹x. ؟ڑcrمچàےُ٣s؟؟"!$$خ/؟ِNçGYà٢ur؟$Y؟¨uqّBr&؟؟؟؟؟؟؟ ﴾ ؟[سورة البقرة: ٢٨] [وذكر قولاً آخر ثم قال بعده:] والأول أثبت "(٤).

(١) الوجيز للواحدي (٢/٩٤٢).
(٢) الكشاف للزمخشري (٤/!٥٠).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٧٤). بتصرف يسير.
(٤) جواهر الحسان للثعالبي (٤/٦٨).

وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١) }... ٣١
﴿ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣) ﴾... ٧٣
﴿ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨) ﴾... ١٠٨... ، ٦٠٩، ٦١٣
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١٩) ﴾... ١١٩... ، ٧٨٣، ٧٨٥، ٧٩٠، ٧٩٤، ٧٩٦، ٧٩٩
سورة يوسف
﴿ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (٩٥) ﴾... ٩٥
الآية... رقمها... الصفحة
سورة الرعد
﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (١٢) ﴾... ١٢... ، ٨١٤
﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ ) (١٥) ﴾... ١٥... ٨١٩
﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (١٦) ﴾... ١٦


الصفحة التالية
Icon