١- النسفي: " ((ولا يبدين زينتهن)) الزينة، ما تزينت به المرأة من حلي أو كحل أو خضاب، والمعنى: ولا يظهرن مواضع الزينة، إذ إظهار عين الزينة وهي الحلي ونحوها مباح، فالمراد بها مواضعها أو إظهارها وهي في مواضعها لإظهار مواضعها لا لإظهار أعيانها "(١).
٢- الزمخشري: " وذكر الزينة دون مواقعها للمبالغة في الأمر بالتصوّن والتستّر؛ لأن هذه الزين واقعة على مواضع من الجسد لا يحل النظر إليها لغير هؤلاء(٢)، وهي الذراع والساق والعضد والعنق والرأس والصدر والأذن، فنهى عن إبداء الزينة نفسها، ليعلم أن النظر إذا لم يحلّ إليها لملابستها تلك المواقع -بدليل أن النظر إليها غير ملابسة لها لا مقال في حلّة- كان النظر إلى المواقع أنفسها متمكناً في الحظر، ثابت القدم في الحرمة، شاهداً على أن النساء حقهن أن يحتطن في سترها ويتقين الله - عز وجل - في الكشف عنها "(٣).
٣- ابن تيمية: " قال تعالى ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ ôMدdحچ"|ءِ/r& وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ y٧د٩¨sŒ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ إلى قوله: ﴿ (#ûqç/qè؟ur إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ِ/ن٣¯=yès٩ ڑcqكsد=ّےè؟ ﴾ [سورة النور: ٣٠-٣١] فأمر الله سبحانه الرجال والنساء بالغض من البصر وحفظ الفرج، كما أمرهم جميعاً بالتوبة، وأمر النساء خصوصاً بالاستتار، وأن لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ومن استثناه الله تعالى في الآية، فما ظهر من الزينة هو الثياب الظاهرة فهذا لا جناح عليها في إبدائها إذا لم يكن في ذلك محذور آخر، فإن هذه لابد من إبدائها، وهذا قول ابن مسعود وغيره، وهو المشهور عن أحمد "(٤).

(١) مدارك التنزيل للنسفي (٣/١٠٨).
(٢) أي المحارم المذكورون في الآية.
(٣) الكشاف للزمخشري (٣/٢٢٤).
(٤) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١٥/٣٧١).

٣- إن المتأمل في الآيات يجد أن طريقة مخاطبة هذا الرجل المؤمن لفرعون تشمل على ما يدل أنه فعلاً من قرابة فرعون، فهو يستخدم لفظة (يا قوم) عدة مرات، فلن يكون الرجل من بني إسرائيل ويخاطب فرعون ومن معه بلفظ (يا قوم)، من ذلك ﴿ ؟دQِqs)"tƒ؟مNن٣s٩؟à٧ù=كJّ٩$#؟tPِqu‹ّ٩$#؟z`ƒحچخg"sك؟'خû؟اعِ'F{$#؟`yJsù؟$tRمژفاZtƒ؟.`دB؟ؤ¨ù't/؟"!$#؟bخ)؟$tRuن!%y`؟ ﴾ ؟؟سورة غافر: ؟؟؟، ﴿ ؟دQِqs)"tƒ؟ 'دoTخ)؟ك$%s{r&؟Nن٣ّ‹n=tو؟ں@÷WدiB؟دQِqtƒ؟ة>#u"ômF{$#؟اجةب؟ ﴾ ؟؟؟سورة غافر: ٣٠]، ﴿ ؟دQِqs)"tƒ؟بbqمèخ٧¨؟$#؟ِNà٢د‰÷dr&؟ں@‹خ٦y™؟دٹ$x©

چ٩$#؟اجرب؟ ﴾ ؟؟سورة غافر: ٣٨ ] وغيرها؟(١)؟؟

٤- يلاحظ أن فرعون " أصغى لكلام هذا الرجل واستمع منه ما قاله وتوقف عن قتل موسى - عليه السلام - عند نهيه عن قتله "(٢)، مما يدل على أن الرجل ذو مكانة اجتماعية ومنصب رفيع عند فرعون، ولو كان هذا الرجل إسرائيلياً لكان أسرع ما يكون إليه هو نفسه القتل، هذا لمجرد كونه إسرائيلياً، فكيف لو تكلم بمثل هذا الكلام، وقد جاء على لسان فرعون -فيما حكاه القرآن عنه- ﴿ ؟(#ûqè=çFّ%$#؟uن!$sYِ/r&؟ڑْïد%©!$#؟(#qمZtB#uن؟¼çmyètB؟ ﴾ ؟[سورة غافر: ٢٥] ففي هذا أيضاً دليل على أن الرجل من قوم فرعون وليس من بني إسرائيل.
٥- إن الدلالة اللغوية للفظ (آل) ترجح كون الرجل من قرابة فرعون " لأن لفظ الآل يقع على القرابة والعشيرة، قال تعالى ﴿ ؟Hwخ)؟tA#uن؟٧قqن٩؟ ؟Nكg"sYّ‹¯gھU؟٩چys|، خ٠؟ ﴾ ؟[سورة القمر: ٣٤] "(٣).
٦- " وقد ردّ على من علّق (من آل فرعون) بـ (يكتم)؛ فإنه لا يقال: كتمت من فلان كذا، إنما يقال: كتمت فلاناً كذا، قال تعالى ﴿ ؟ںwur؟tbqكJçFُ٣tƒ؟©!$#؟$ZVƒد‰tn؟ ﴾ ؟[سورة النساء: ٤٢] "(٤).

(١) انظر الآيات (٢٨-٤٥) من سورة غافر.
(٢) جامع البيان للطبري (٢٤/٣٨).
(٣) التفسير الكبير للفخر الرازي (٩/٥٠٩).
(٤) البحر المحيط لأبي حيان (٩/٢٥١).

فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (١٢) }... ١٢
﴿ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (١٣) ﴾... ١٣
﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (١٤) ﴾... ١٤
﴿ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (١٥) ﴾... ١٥
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥) ﴾... ٢٥
﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (٣٠) ﴾... ٣٠
﴿ كُلُّ نَفْسٍ èps)ح !#sŒ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (٣٥) ﴾... ٣٥
﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (٤٧) ﴾... ٤٧
﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) ﴾... ٨٧
﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨) ﴾... ٩٨
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧) ﴾... ١٠٧... ، ٦٥٥
سورة الحج


الصفحة التالية
Icon