٤- البيضاوي: " ((ولا يبدين زينتهن)) كالحلي والثياب والأصباغ، فضلاً عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدي له. ((إلا ما ظهر منها)) عند مزاولة الأشياء كالثياب والخاتم فإن في سترها حرجاً. وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المضاف، أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينية؛ والمستثنى هو الوجه والكفان لأنها ليست بعورة، والأظهر أن هذه في الصلاة لا في النظر، فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها؛ إلا للضرورة كالمعالجة وتحمل الشهادة "(١).
٥- الشوكاني: " ((ولا يبدين زينتهن)) أي ما يتزينَّ به من الحلية وغيرها، وفي النهي عن إبداء الزينة؛ نهي عن إبداء مواضعها من أبدانهن بالأولى "(٢).
٦- السعدي: " ((ولا يبدين زينتهن)) كالثياب الجميلة والحلي، وجميع البدن كله من الزينة. ولما كانت الثياب الظاهرة لابد لها منها؛ قال ((إلا ما ظهر منها)) أي: الثياب الظاهرة التي جرت العادة بلبسها، إذ لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها "(٣).
المخالفون:
... وهم من رجح أن المراد بقوله تعالى ((إلا ما ظهر منها)): الوجه والكفان، منهم:
١- الإمام الطبري: " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب؛ قول من قال: عني بذلك الوجه والكفان... "(٤).
... وبنحو ما قاله الطبري قال كل من:
٢- ابن العربي(٥).
٣- القرطبي(٦).
٤- ابن عاشور(٧).
... في حين أن عدداً من المفسرين اكتفوا عند بيان المراد بالزينة الظاهرة بسرد الأقوال الواردة في ذلك دون ترجيح قول على قول، فمنهم.
١- الجصاص(٨).

(١) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٦٢).
(٢) فتح القدير للشوكاني (٤/٢٤).
(٣) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٥٦٦).
(٤) جامع البيان للطبري (١٨/٩٤).
(٥) أحكام القرآن لابن العربي (القسم الثالث/ ص١٣٦٩).
(٦) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٢/٢٢٩).
(٧) التحرير والتنوير لابن عاشور (١٨/٢٠٧).
(٨) أحكام القرآن للجصاص (٣/٤٠٨).

٧- صرّح بعض المفسرين بالرد على القول إن الرجل كان إسرائيلياً؛ بأنه " فيه بُعد "(١) " وهو خلاف ما في الآية "(٢). والله أعلم بالصواب.
- - -
معنى قوله تعالى ﴿ ؟مژِچxî؟٥bqمYôJtB؟ ﴾
٦١- قوله تعالى: ﴿ ؟¨bخ)؟tûïد%©!$#؟(#qمZtB#uن؟(#qè=دJtمur؟دM"ysد="¢ء٩$#؟َOكgs٩؟يچô_r&؟مژِچxî؟٥bqمYôJtB؟ارب؟ ﴾ ؟[سورة فصلت: ٨].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
اختلف المفسرون في المراد بقوله تعالى في هذه الآية الكريمة ((غير ممنون)) على أقوال:
١- (غير ممنون) يعني غير مقطوع.
... ثم إن عدم الانقطاع قد يراد به:
أ - عدم انقطاع نعيم الجنة عن المؤمنين الذين أكرمهم الله - عز وجل - بدخول الجنة(٣).
ب- أو يراد به عدم انقطاع كتابة الأجر للمرضى والزمنى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة يكتب لهم كأصح ما كانوا يعملون فيه(٤).
٢- ((غير ممنون)) يعني غير ممنون عليهم به.
٣- ((غير ممنون) يعني غير منقوص.
٤- ((غير ممنون)) يعني غير محسوب(٥).
ترجيح الشنقيطي:
... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " قوله تعالى ﴿ ؟¨bخ)؟tûïد%©!$#؟(#qمZtB#uن؟(#qè=دJtمur؟دM"ysد="¢ء٩$#؟َOكgs٩؟يچô_r&؟مژِچxî؟٥bqمYôJtB؟ارب؟ ﴾، الأجر جزاء العمل، وجزاء عمل الذين آمنوا وعملوا الصالحات هو نعيم الجنة، وذلك الجزاء غير ممنون، أي غير مقطوع.
(١) المرجع السابق (٩/٢٥١).
(٢) فتح القدير للشوكاني (٤/٤٧٠)، فتح البيان للقنوجي (١٢/١٨١).
(٣) هذا المعنى من عدم الانقطاع هو الذي رجحه الشنقيطي في أضواء البيان (٧/١١٥).
(٤) قاله السدي وحكاه عنه البغوي، مختصر البغوي (٢/٨٢٦).
(٥) ذكر الأقوال الأربعة مجتمعة الماوردي في النكت والعيون (٥/١٦٩)، ما عدا التفصيل المذكور تحت القول الأول.

أَلَمْ تَرَ أَن اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) (١٨) }... ١٨... ، ٨٩٠، ٨٩٣
﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) ﴾... ٢٧
﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا ﴾

ح !$t٦ّ٩$# الْفَقِيرَ (٢٨) }... ٢٨... ، ٥١

﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩) ﴾... ٢٩
﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِن اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) ﴾... ٤٠
﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (٤٦) ﴾... ٤٦
﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥) ﴾... ٥٥


الصفحة التالية
Icon