دراسة ترجيحات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان

٢- القرطبي: " ((ومن يكرههن)) أي يقهرهن ((فإن الله من بعد إكراههن غفور)) لهن ((رحيم)) بهن "(١).
٣- ابن كثير: " ((ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)) أي لهن. [إلى أن قال] وفي الحديث المرفوع عن رسول الله - ﷺ - أنه قال: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "(٢)"(٣).
٤- البيضاوي: " أي لهن، أوْ له إذا تاب، والأول أوفق للظاهر "(٤).
٥- المحلّى: " ((غفور)) لهن ((رحيم)) بهن "(٥).
٦- الشوكاني: " المعنى: أن عقوبة الإكراه راجعة إلى المكرِهين لا إلى المكرهات "(٦).
المخالفون:
... لم أجد فيما وقفت عليه من أقوال المفسرين أحداً رجّح قولاً مخالفاً لما ذهب إليه الشنقيطي ومن وافقه، إنما أورد بعض المفسرين القول المخالف في معرض ذكره للأقوال الواردة في معنى الآية منهم الإمام النسفي (٧)، وابن جزي (٨)، والبيضاوي (٩).
تعقيب الباحث:
... الذي يظهر -والله أعلم- أن الراجح في معنى الآية هو ما ذهب إليه الشيخ الشنقيطي ومن وافقه من أن المغفرة المذكورة في الآية تكون للإماء المكرهات، وذلك لأمور:

١- الدلالة اللغوية للفظة ((ممنون)) تحتمل جميع المعاني الواردة، وقد سبق في ثنايا كلام المفسرين بيان هذه المعاني سواء أريد بها: مقطوع أو ممنون عليهم به أو منقوص أو محسوب.
٢- إن حُملت على أن المعنى غير مقطوع، فقد لت آيات من كتاب الله - عز وجل - أن ما يعطاه المؤمنون في الجنة لا ينقطع عنهم أبداً، منها قوله تعالى ﴿ ؟*؟$¨Br&ur؟tûïد%©!$#؟(#rك‰دèك™؟'إ"sù؟دp¨Ypgù:$#؟tûïد$ح#"yz؟$pkژدù؟$tB؟دMtB#yٹ؟كN¨uq"yJ، ،٩$#؟قعِ'F{$#ur؟wخ)؟$tB؟uن!$x©؟y٧ڑ/u'؟ ؟¹ن!$sـtم؟uژِچxî؟٧Œrن‹ّgxC؟اتةرب؟ ﴾ ؟[سورة هود: ١٠٨]، وقوله تعالى ﴿ ؟$tB؟َOن.y‰Yدم؟ك‰xےZtƒ؟ ؟$tBur؟y‰Zدم؟"!$#؟٥-$t/؟ ﴾ ؟[سورة النحل: ٩٦]، وقوله تعالى ﴿ ؟¨bخ)؟#x‹"yd؟$sYè%ّ-حچs٩؟$tB؟¼çms٩؟`دB؟>ٹ$xے¯R؟اخحب؟ ﴾ ؟[سورة ص: ٥٤].
٣- وإن حُملت على أن المعنى غير محسوب، فقد دلت عليه أيضاً آيات، كقوله تعالى ﴿ ؟مNهku‰ح"ôfu‹د٩؟ھ!$#؟z`|،ômr&؟$tB؟(#qè=دHxه؟Nèdy‰ƒح"tƒur؟`دiB؟¾د&ح#ôزsù؟ ؟ھ!$#ur؟ن-م-ِچtƒ؟`tB؟âن!$t±o"؟خژِچtَخ/؟٥>$|، دm؟اجرب؟ ﴾ ؟[سورة النور: ٣٨]، وقوله تعالى ﴿ ؟$yJ¯Rخ)؟'¯ûuqمƒ؟tbrمژة٩"¢ء٩$#؟Nèduچô_r&؟خژِچtَخ/؟٥>$|، دm؟ ﴾ ؟[سورة الزمر: ١٠]، وقوله تعالى ﴿ ؟ô`tB؟ں@دJtم؟Zpy¥حhٹy™؟ںxsù؟#"u"ّgن†؟wخ)؟$ygn=÷WدB؟ ؟ô`tBur؟ں@دJtم؟$[sد="|¹؟`دiB؟@چں٢sŒ؟÷rr&؟٤سsRé&؟uqèdur؟رئدB÷sمB؟y٧ح´¯"s٩'ré'sù؟ڑcqè=نzô‰tƒ؟sp¨Ypgù:$#؟tbqè%y-ِچمƒ؟$pkژدù؟خژِچtَخ/؟٥>$|، دm؟احةب؟ ﴾ ؟[سورة غافر: ٤٠].
تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (١٠) }... ١٠... ٢٧٦، ٢٧٧
﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (١١) ﴾... ١١... ٢٧٧، ٢٨٢
﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢) ﴾... ١٢... ٢٧٧، ٢٨٢
﴿ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣) ﴾... ١٣... ، ٢٧٧، ٢٨٢
﴿ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (١٤) ﴾... ١٤... ، ٢٨٢
﴿ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (١٥) ﴾... ١٥
﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧) ﴾... ١٧
﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (١٨) ﴾... ١٨
﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣) ﴾... ٢٣... ، ٧٣٢، ٧٣٣، ٧٣٨
﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (٣٠) ﴾... ٣٠
﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨) ﴾... ٤٨... ، ٣٣٩
﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٥٠) ﴾... ٥٠
﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢) ﴾... ٧٢

---