١- أن ظاهر الآية يدل على هذا المعنى، فقد وردت المغفرة بعد ذكر تعرض الفتيات للإكراه، والاستدلال بظاهر السياق على المعنى الراجح من القواعد المهمة عند المفسرين(١).
٢- أن في الآية قرينة (٢) واضحة تدل على المعنى الراجح، وهي قوله (ولا تكرهوا)) وقوله ((ومن يكرههن)) وقوله ((من بعد إكراههن)) فكل هذه الألفاظ تدل على وقوع الأمة تحت الإكراه، وقد دل القرآن ودلت السنة على أن المكره لا شيء عليه، فقد قال الله - عز وجل - :﴿ إِلَّا مَنْ onحچٍ٢é& وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾ [سورة النحل: ١٠٦] وقال رسول الله - ﷺ - :" رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "(٣).
٣- بناءاً على ما تقرر عند علماء الأصول(٤) من أن صورة سبب النزول قطعية الدخول، فإن الروايات الواردة في سبب نزول الآية تدل على تعرض بعض الإماء للإكراه على الزنا وشكاتهم ذلك إلى النبي - ﷺ - (٥)، وهذا يدل دلالة واضحة على القول الراجح في الآية أن المغفرة لهن.
٤- وأخيراً إجماع المفسرين على المعنى الراجح دلالة عليه، مع عدم وجود مرجّح للقول المخالف. والله أعلم بالصواب.
- - -

(١) قواعد التفسير لخالد السبت (١/٢٤٩)، قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (١/١٢٥).
(٢) قواعد الترجيح عند المفسرين (١/٢٩٩) قاعدة: القول الذي تؤيده قرائن في السياق مرجح على ما خالفه.
(٣) سبق تخريج الحديث.
(٤) البحر المحيط للزركشي (٣/٢١٦)، شرح مختصر الروضة للطوفي (٢/٥٠٥)، مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ص(٢٥٢)..
(٥) الروايات الواردة في سبب نزول الآية، جامع البيان للطبري (١٨/١٠٣)، أسباب النزول للنيسابوري -مطبوع بذيل مختصر تفسير الطبري المطبوع بهامش القرآن الكريم- ص(٣٢٨)، لباب النقول للسيوطي -مطبوع بذيل كلمات القرآن لحسنين مخلوف المطبوع بهامش القرآن الكريم ص(٢٩٣)، تسهيل الوصول لخالد العك ص(٢٤٢).

٤- وإن أريد أن المعنى غير منقوص، فهناك من الآيات ما يدل على توفية أجر العامل، منها قوله تعالى ﴿ ؟$¨Br&ur؟ڑْïد%©!$#؟(#qمZtB#uن؟(#qè=دJtمur؟دM"ysد="¢ء٩$#؟َOخg‹دjùuqم‹sù؟ِNèdu'qم_é&؟ ؟ھ!$#ur؟ںw؟ =إsمƒ؟tûüدHح>"©à٩$#؟اخذب؟ ﴾ ؟[سورة آل عمران: ٥٧]، وقوله تعالى ﴿ ؟$yJ¯Rخ)ur؟ڑcِq©ùuqè؟؟ِNà٢u'qم_é&؟tPِqtƒ؟دpyJ"uٹة)ّ٩$#؟ ﴾ ؟[سورة آل عمران: ١٨٥]، وقوله تعالى ﴿ ؟

NèO؟çm١u"ّgن†؟uن!#u"yfّ٩$#؟٤'nû÷rF{$#؟احتب؟ ﴾ ؟[سور النجم: ٤١].

٥- وأما إرادة أن يكون المعنى غير ممنون عليهم به، فإنه وإن ردّ الإمام ابن كثير عليه بقوله " وقد ردَّ هذا التفسير بعضُ الأئمة، فإن المنة لله تعالى على أهل الجنة، قال الله تبارك وتعالى ﴿ ؟ب@t/؟ھ!$#؟گ`كJtƒ؟ِ/ن٣ّ‹n=tو؟÷br&؟ِ/ن٣١y‰yd؟ا`"yJƒM~د٩؟ ﴾ ؟[سورة الحجرات: ١٧]، وقال [على لسان] أهل الجنة ﴿ ؟ ئyJsù؟ھ!$#؟$uZّٹn=tم؟$sY٩s%urur؟z>#x‹tم؟دQqكJ، ،٩$#؟اثذب؟ ﴾ ؟[سورة الطور: ٢٧] "(١). فإن هذا لا يخالف هذا، بمعنى أن المنة والفضل لله - عز وجل -، ومن كرمه وفضله ومنته - عز وجل - أن جعل الأجر الذي يعطيه للمؤمنين كأنه واجب وحق لهم يأخذونه، فإنعامه " عليهم في الجنة ترافقه الكرامة والثناء فلا يحسون بخجل العطاء.. فأجرهم بمنزلة الشيء المملوك لهم الذي لم يعطه إياهم أحد، وذلك تفضل من الله - عز وجل - "(٢). " لأن أعطيات الله - عز وجل - تشريف، والمنّ إنما يدخل أعطيات البشر "(٣). والله أعلم بالصواب.
- - -
المراد بالظن
٦٢- قوله تعالى ﴿ ؟¨@|تur؟Nهk÷]tم؟$¨B؟(#qçR%x. ؟tbqممô‰tƒ؟`دB؟م@ِ٦s%؟ ؟(#q'Zsكur؟$tB؟Mçlm; ؟`دiB؟<بٹدt¤C؟احرب؟ ﴾ ؟[سورة فصلت: ٤٨].
مجمل الأقوال الواردة في الآية

(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٩٢).
(٢) التحرير والتنوير لابن عاشور (٢٤/٢٤١).
(٣) البحر المحيط لأبي حيان (٩/٢٨٧).

وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (٧٣) }... ٧٣
سورة الشعراء
﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦) ﴾... ١٦
﴿ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (٢٠) ﴾... ٢٠
﴿ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) ﴾... ٩٤‍ََََََََََ-٩٥
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٠٦) ﴾... ١٠٥-١٠٦... ، ٨٧٥، ٨٧٩
﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) ﴾... ١١٧
﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١١٨) ﴾... ١١٨
﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤) ﴾... ١٢٣-١٢٤... ، ٨٧٩
﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (١٦٦) ﴾... ١٦٥-١٦٦
﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) ﴾ إلى قوله: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩) ﴾... ١٤١١٥٩
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) ﴾ إلى قوله: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥) ﴾... ١٦٠- ١٧٥
﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦) ﴾ إلى قوله: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١) ﴾... ١٧٦-١٩١


الصفحة التالية
Icon