تقلّب القلوب والأبصار
٨- قوله تعالى: ﴿ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [سورة النور: ٣٧].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- أن تقلب القلوب حركتها من أماكنها من شدة الخوف، وأن تقلب الأبصار هو زيغوغتها ودورانها بالنظر في جميع الجهات من شدة الخوف. ويشبهه قول من قال: إن تقلب القلوب ببلوغها إلى الحناجر، والأبصار بالشخوص والزرقة(١).
٢- أن المراد: تتقلب القلوب في يوم القيامة من هوله بين طمع بالنجاة وحذر من الهلاك، والأبصار أي ناحية يؤخذ بهم أذات اليمين أم ذات الشمال؛ ومن أين يؤتون كتبهم أمن قبل الأيمان أم من قبل الشمائل(٢).
... ويشبهه قول من عبّر عن هذا المعنى بكلام مجمل فقال: تتقلب: يعني تضطرب من شدة الفزع وعظمة الأهوال يوم القيامة(٣).
٣- أن المراد بالتقلب تحوّل القلوب والأبصار عما كانت عليه من الشك إلى اليقين(٤).
٤- أن المراد التقلب على جمر جهنم(٥).
ترجيح الشنقيطي:

(١) ذكره السيوطي عن ابن أبي حاتم عن الضحاك في الدر المنثور (٥/٥٢)، أضواء البيان للشنقيطي (٦/٢٤٠).
(٢) جامع البيان للطبري (١٨/١١٤)، نظم الدرر للبقاعي (١٣/٢٨٠).
(٣) التسهيل لابن جزي (٣/١٤٧)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٢٩٥).
(٤) معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٤/٤٦)، الجواهر لطنطاوي جوهري (١٢/٢٠).
(٥) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٢/٢٨١)، فتح القدير للشوكاني (٤/٣٧) ولم يرجحاه.

١- أن الظن هنا بمعنى العلم واليقين، أي أيقنوا حينئذٍ أنه لا مهرب لهم من العذاب(١).
٢- أن يكون الظن على معناه الحقيقي، وليس ببعيد أن يكون لهم ظن ورجاء(٢).
ترجيح الشنقيطي:
... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- " الظن هنا بمعنى اليقين؛ لأن الكفار يوم القيامة إذا عاينوا العذاب، وشاهدوا الحقائق، علموا في ذلك الوقت أنهم ليس لهم من محيص، أي ليس لهم مفر ولا ملجأ.
... وما ذكرنا من أن الظن في هذه الآية الكريمة بمعنى اليقين والعلم، هو التحقيق إن شاء الله؛ لأن يوم القيامة تنكشف فيه الحقائق، فيحصل للكفار العلم بها لا يخالجهم في ذلك شك، كما قال تعالى عنهم -إنهم يقولون يوم القيامة- ﴿ ؟!$sY­/u'؟$tRِژ|اِ/r&؟$uZ÷èدJy™ur؟$sY÷èإ_ِ'$$sù؟ِ@yJ÷ètR؟$·sد="|¹؟$¯Rخ)؟ڑcqمZد%qمB؟ ﴾ ؟[سورة السجدة: ١٢]، وقال تعالى ﴿ ؟ôىدےôœr&؟ِNخkح٥؟ِژإاِ/r&ur؟tPِqtƒ؟$sYtRqè؟ù'tƒ؟ ﴾ ؟[سورة مريم: ٣٨]، وقال تعالى ﴿ ؟$uZّےt±s٣sù؟y٧Ztم؟x٨uن!$sـدî؟x٨مچ|ءt٧sù؟tPِqu‹ّ٩$#؟س‰ƒد‰tn؟ ﴾ ؟[سورة ق: ٢٢]، وقال تعالى ﴿ ؟ِqs٩ur؟#"uچs؟؟ّŒخ)؟(#qàےد%مr؟٤'n؟tم؟ِNخkحh٥u'؟ ؟tA$s%؟﴾

ّٹs٩r&؟#x‹"yd؟بd،ysّ٩$$خ/؟ ؟(#qن٩$s%؟٤'n؟t/؟$uZخn/u'ur؟ } ؟[سورة الأنعام: ٣٠].

... ومعلوم أن الظن يطلق في لغة العرب، التي نزل بها القرآن على معنيين:
أحدهما: الشك، كقوله تعالى ﴿ ؟¨bخ)ur؟£`©à٩$#؟ںw؟سة_َّمƒ؟z`دB؟بd،utù:$#؟$Z"ّ‹x©؟ ﴾ ؟[سورة النجم: ٢٨]، وقوله تعالى عن الكفار ﴿ ؟bخ)؟گ`فà¯R؟wخ)؟$xZsك؟$tBur؟ك`ّtwU؟ڑْüدYة)ّ‹oKَ، كJخ/؟ ﴾ ؟[سورة الجاثية: ٣٢].

(١) جامع البيان للطبري (٢٥/٣).
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٥/٣٧٢)، فتح القدير للشوكاني (٤/٥٠١).

وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (١٩٦) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي ں@ƒدنآuژَ خ) (١٩٧) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (١٩٩) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٢٠١) }... ١٩٢-٢٠١... ، ٤٠
﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩) ﴾... ٢١٧-٢١٨-٢١٩
سورة النمل
﴿ إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ ٥>$pkإ¶خ/ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧) ﴾... ٧
﴿ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠) ﴾... ٨٠
﴿ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (٨٥) ﴾... ٨٥
سورة القصص
﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِن الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠) ﴾... ٢٠
﴿ * فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٢٩) ﴾... ٢٩... ، ١٨٠، ٤٥٢


الصفحة التالية
Icon