... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " وفي معنى تقلب القلوب والأبصار أقوال متعددة لأهل التفسير. وأظهرها عندي: أن تقلب القلوب هو حركتها من أماكنها من شدة الخوف كما قال تعالى: ﴿ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى حچإ_$uZutù:$#... ﴾ [سورة غافر: ١٨] وأن تقلب الأبصار هو زيغوغتها ودورانها بالنظر في جميع الجهات من شدة الخوف كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ ك$ِqsƒù:$# رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ﴾ [سورة الأحزاب: ١٩]، وكقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ uچإ_$sYysّ٩$# ﴾ [سورة الأحزاب: ١٠] فالدوران والزيغوغة المذكوران يُعلم بهما معنى تقلب الأبصار، وإن كانا مذكورين في الخوف من المكروه في الدنيا "(١).
الموافقون:
... ذهب إلى ما ذهب إليه الشنقيطي قلة من المفسرين منهم:
١- الإمام النسفي: " ((تتقلب فيه القلوب)) ببلوغها إلى الحناجر. ((والأبصار)) بالشخوص والزرقة.
... أو تتقلب القلوب إلى الإيمان بعد الكفران، والأبصار إلى العيان بعد إنكاره للطغيان؛ كقوله: ﴿ فَكَشَفْنَا y٧Ztم غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [سورة ق: ٢٢] "(٢).
٢- الإمام النيسابوري: " ((تتقلب فيه القلوب)) ببلوغها إلى الحناجر. ((والأبصار)) بالشخوص والزرقة والردّ على الأدبار "(٣).
المخالفون:
... وأعني بهم كل من اختار قولاً أو أكثر من الأقوال الواردة في الآية بترجيح صريح أو ضمني، فالصريح أن يقول إن ما اختاره هو الصحيح، أو لا يذكر قولاً غيره فيكون ترجيحه ضمنياً، وربما يربط بين قولين أو أكثر في بيان معنى الآية؛ فمن هؤلاء:

(١) أضواء البيان للشنقيطي (٦/٢٤٠-٢٤١).
(٢) مدارك التنزيل للنسفي (٣/١١٣).
(٣) إيجاز البيان للنيسابوري (٢/٧٢).

والثاني: هو إطلاق الظن مراداً به العلم واليقين، ومنه قوله تعالى هنا ((وظنوا ما لهم من محيص)) أي أيقنوا أنهم ليس لهم يوم القيامة محيص، أي لا مفر ولا مهرب لهم من عذاب ربهم، ومنه بهذا المعنى قوله تعالى ﴿ ؟#uنu'ur؟tbqمBحچôfمKّ٩$#؟u'$¨Z٩$#؟(#ûq'Zsàsù؟Nهk®Xr&؟$ydqمèد%#uq-B؟ ﴾ ؟[سورة الكهف: ٥٣] أي أيقنوا ذلك وعلموه، وقوله تعالى ﴿ ؟tA$s%؟ڑْïد%©!$#؟ڑcq'Zفàtƒ؟Nكg¯Rr&؟(#qà)"n=-B؟"!$#؟Nں٢؟`دiB؟٧pt¤دù؟A's#ٹد=s%؟ôMt٧n=xî؟Zpt¤دù؟OouژچدWں٢؟بbّŒخ*خ/؟"!$#؟ ﴾ ؟[سورة البقرة: ٢٤٩]، وقوله تعالى ﴿ ؟$¨Br'sù؟ô`tB؟z'دAré&؟¼çmt٧"tGد. ؟¾دmدYٹدJu‹خ/؟مAqà)u‹sù؟مPنt!$yd؟(#râنuچّ%$#؟÷mu‹خ٦"tFد. ؟اتزب؟'دoTخ)؟àMYuZsك؟'دoTr&؟@،"n=مB؟÷mu‹خ/$|، دm؟اثةب؟ ﴾ ؟[سورة الحاقة: ١٩-٢٠] فالظن في الآيات المذكورة كلها بمعنى اليقين "(١).
... الشيخ الشنقيطي إذاً يرى أن المراد بالظن هنا في قوله تعالى ((وظنوا ما لهم من محيص)) هو العلم واليقين، بمعنى أن الكفار يوم القيامة إذا شاهدوا الحقائق علموا وأيقنوا أنه لا مفر لهم ولا مهرب.
الموافقون:
... جمهور من المفسرين -واتفق معهم الشيخ الشنقيطي- ذهبوا إلى أن المراد بالظن هنا: العلم واليقين، منهم:
١- الإمام الطبري: " وقوله ((وظنوا ما لهم من محيص)) يقول وأيقنوا حينئذٍ ما لهم من ملجأ أي ليس لهم ملجأ يلجئون إليه من عذاب الله - عز وجل - (٢).
٢- الواحدي: " ((وظنوا)) علموا ((ما لهم من محيص)) مهرب "(٣).
... وبمثل هذا ونحوه قال.
؟؟؟البغوي ؟(٤)؟؟......... ؟؟؟النسفي؟(٥)؟؟............ ؟؟؟الزمخشري؟(٦)؟؟
(١) أضواء البيان للشنقيطي (٧/١٤٣-١٤٤).
(٢) جامع البيان للطبري (٢٥/٣).
(٣) الوجيز للواحدي (٢/٩٥٨).
(٤) مختصر البغوي (٢/٨٣٢).
(٥) مدارك التنزيل للنسفي (٤/٧٥).
(٦) الكشاف للزمخشري (٤/١٩٩).

وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦) }... ٤٦... ، ٤٩٤
﴿ * وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١) ﴾... ٥١... ٥٧٣
﴿ `ƒد%©!$# آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) ﴾... ٥٢... ، ٩٣٦
﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) ﴾... ٥٣... ، ٩٣٦
﴿ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤) ﴾... ٥٤... ، ٩٣٦
﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ﴾... ٦٠... ، ١٨٧، ١٩٤
﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩) ﴾... ٧٩... ، ١٩٤
﴿ وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (٨٦) ﴾... ٨٦... ، ٦٥٥
سورة العنكبوت
﴿ وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٨) ﴾... ١٨
﴿ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٥) ﴾... ٢٥


الصفحة التالية
Icon