١- الإمام الطبري: " وقوله تعالى: ((يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار)) يقول: يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب من هوله بين طمع بالنجاة وحذر بالهلاك، والأبصار أي ناحية يؤخذ بهم أذات اليمين أم ذات الشمال، ومن أين يؤتون كتبهم أمن قبل الأيمان أم من قبل الشمائل، وذلك يوم القيامة "(١).
٢- الواحدي: " ((تتقلب فيه القلوب)) بين الطمع في النجاة، والحذر من الهلاك ((والأبصار)) تتقلب في أي ناحية يؤخذ بهم، أذات اليمين أم ذات الشمال؟ ومن أي جهة يؤتون كتبهم من جهة اليمين أم من جهة الشمال "(٢).
٣- ابن جزي: " ((تتقلب فيه القلوب والأبصار)) أي تضطرب من شدة الهول والخوف [ثم ذكر قولاً آخر وقال بعده:] والأول أصح "(٣).
٤- أبوحيان: " والظاهر أن معنى ((تتقلب)) تضطرب من هول ذلك اليوم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ uچإ_$sYysّ٩$# ﴾ [سورة الأحزاب: ١٠] فتقلبها هو قلقها واضطرابها، فتتقلب من طمع في النجاة إلى طمع ومن حذر هلاك إلى هلاك [وذكر أقوالاً أخرى، ثم قال:] والقول الأول أبلغ في التهويل "(٤).
٥- ابن كثير: " وقوله تعالى ((يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار)) أي يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب والأبصار أي من شدة الفزع وعظمة الأهوال "(٥).

(١) جامع البيان للطبري (١٨/١١٤).
(٢) الوجيز للواحدي (٢/٧٦٥).
... وهو: أبوالحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري، كان أوحد عصره في التفسير، صنّف التفاسير الثلاثة: (البسيط، والوسيط، والوجيز). توفي سنة (٦٤٨هـ). طبقات المفسرين (١/٣٨٧).
(٣) التسهيل لابن جزي (٣/١٤٧).
(٤) البحر المحيط لأبي حيان (٨/٥٠).
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٢٩٥).

٦- ابن الجوزي(١)....... ٧- نظام الدين النيسابوري(٢).... ٨- ابن جزي(٣).
٩- أبوحيان(٤)....... ١٠- البيضاوي(٥)....... ١١- المحلي(٦)....
١٢- الثعالبي(٧)....... ١٣- الشوكاني(٨)....... ١٤- القنوجي(٩).
١٥- القاسمي(١٠)....... ١٦- السعدي(١١).
المخالفون:
١- الإمام البقاعي فقط اعتبر أن الظن هنا على معناه المعروف من الشك والتخمين، فعند بيانه لمعنى الآية قال: "... وكأنهم لما هم عريقون فيه من الجهل وسوء الطبع يتوقعون أن يظفروا بهم فيشفعوا لهم، فلذلك عبر بالظن في قوله ((ظنوا)) أي في ذلك الحال... "(١٢).
تعقيب الباحث:
... الظاهر-والله أعلم- أن الراجح تفسير الظن هنا في سورة فصلت بأنه العلم واليقين، وأن الكفار يوم القيامة يعلموا ويتيقنوا أنه لا مفر لهم ولا ملجأ من عذاب الله - عز وجل - وقد شاهدوا الحقائق أمام أعينهم، وهو ما رجحه الشيخ الشنقيطي، يؤيد ذلك أمور:
١- إجماع الجمهور من السلف والخلف على أنه هو الراجح في بيان معنى الآية، وقد ذكرت أن عدداً كبيراً من المفسرين رجّحوا هذا المعنى تحت (الموافقون)، فإنه " إذا انفرد مفسر في تفسير آية من كتاب الله تعالى بقول خالف عامّة المفسرين، ولم يكن لقوله هذا دلالة واضحة قوية فهو قول شاذ، وقول الجماعة أولى بالصواب، وهم إلى الحق أقرب، ومن الخطأ أبعد "(١٣).
(١) زاد المسير لابن الجوزي (٧/٦٧).
(٢) غرائب القرآن لنظام الدين النيسابوري (٢٥/١٣).
(٣) التسهيل لابن جزي (٤/٢٧).
(٤) البحر المحيط لأبي حيان (٩/٣١٥).
(٥) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/١٩١).
(٦) تفسير الجلالين ص(٤٠٥).
(٧) جواهر الحسان للثعالبي (٤/٩٨).
(٨) فتح القدير للشوكاني (٤/٥٠١).
(٩) فتح البيان للقنوجي (١٢/٢٦٤).
(١٠) محاسن التأويل للقاسمي (١٤/٥٢١٥).
(١١) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٥٢).
(١٢) نظم الدرر للبقاعي (١٧/٢١٦).
(١٣) قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (١/٢٨٨).

وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) }... ٣٨
﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦) ﴾... ٥٦... ، ٥٥٧
سورة الروم
﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦) ﴾... ٦
﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (٧) ﴾... ٧... ، ٤٢٩
﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (١٠) ﴾... ١٠
﴿ مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) ﴾... ٤٤
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧) ﴾... ٤٧... ، ٧٤٩، ٧٥٣
سورة لقمان
﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٧) ﴾... ٧
سورة السجدة
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣) ﴾... ٣... ، ٤٩٤
﴿ وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (١٠) ﴾... ١٠
﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢) ﴾... ١٢... ٤١٧، ٤٢١، ٤٨٢، ٤٨٥، ٦١٦


الصفحة التالية
Icon