٨- ظهور كتب تساعد في هذا النوع من الدراسة؛ ككتاب: (قواعد الترجيح عند المفسرين) لحسين بن علي الحربي، وكتاب (قواعد التفسير) لخالد بن عثمان السبت. حيث اهتم كل واحد منهما بترتيب القواعد بطريقة تسهّل على الباحث الرجوع إليها.
... وقبلهما كتاب الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- (القواعد الحسان لتفسير القرآن)، وكتاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- (شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-).
٩- أن هذا الموضوع لم يتعرض له أحد من قبل، إلا أنه عن طريق هذا القسم الموقر
-قسم القرآن وعلومه- قد بدأ إخوة أفاضل في دراسة ترجيحات الشيخ الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ووصلوا إلى سورة المؤمنون وتمنيت أن أكون في ضمن منظومة هذه الدراسة، والحمد لله الذي حقق أمنيتي وكانت رسالتي بعنوان (ترجيحات الشيخ الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان من أول سورة النور إلى آخر سورة المجادلة- جمعاً ودراسة) وستكون الدراسة -إن شاء الله- حول المسائل التفسيرية، وعدم الخوض في المسائل الفقهية والعقدية والأصولية التي تعرض لها الشيخ -رحمه الله- فهي ليست مجال الدراسة.
خطة البحث
يتكون البحث من مقدمة وقسمين وخاتمة.
المقدمة:
وفيها بيان أهمية الموضوع وأسباب اختياره والخطة ومنهج كتابته.
القسم الأول
ترجمة عن حياة الشيخ الشنقيطي ودراسة حول الترجيحات، وفيه فصول:
الفصل الأول: ترجمة عن حياة الشيخ الشنقيطي، وفيه مباحث:
المبحث الأول: نسبه وولادته ونشأته.
المبحث الثاني: طلبه للعلم.
المبحث الثالث: أعماله قبل قدومه إلى المملكة العربية السعودية.
المبحث الرابع: رحلة الحج إلى بيت الله الحرام.
المبحث الخامس: جهوده بعد استقراره في المملكة العربية السعودية.
المبحث السادس: مؤلفاته.
المبحث السابع: عقيدته وأخلاقه.
المبحث الثامن: تلاميذه وثناء العلماء عليه.
المبحث التاسع: وفاته.
٥- أبوحيان(١): ((الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة)) الظاهر أنه خبر قصد به تشنيع الزنا وأمره، ومعنى ((لا ينكح)) لا يطأ، وزاد المشركة في التقسيم، فالمعنى أن الزاني في وقت زناه لا يجامع إلا زانية من المسلمين أو أخس منها وهي المشركة، والنكاح بمعنى الجماع مروي عن ابن عباس هنا "(٢).
٦- ابن كثير(٣): " هذا خبر من الله تعالى بأن الزاني لا يطأ إلا زانية أو مشركة، أي لا يطاوعه على مراده من الزنا إلا زانية عاصية أو مشركة لا ترى حرمة ذلك، وكذلك ((الزانية لا ينكحها إلا زانٍ)) أي عاص بزناه ((أو مشرك)) لا يعتقد تحريمه "(٤).
المخالفون:
... وهم من ذكر بأن لفظ النكاح في الآية التي نحن بصددها يراد به العقد أي عقد النكاح، فمن هؤلاء المفسرين:

(١) الإمام محمد بن يوسف بن علي بن حيان، أبوحيان الأندلسي، نحوي عصره، ومفسره، ومحدثه، ومقرئه، ومؤرخه، وأديبه، كان حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية، من تصانيفه المشهورة: البحر المحيط في التفسير. توفي سنة (٧٤٥هـ). طبقات المفسرين (٢/٢٨٦).
(٢) البحر المحيط لأبي حيان (٩/١٠).
(٣) الحافظ أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي، كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ، كان له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية، ومناضلة عنه، واتباع له في كثير من آرائه، فقيه متفنن، ومحدث متقن، ومفسر نقّاد. توفي سنة (٧٧٤هـ). طبقات المفسرين
(١/١١٠).
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٢٦٢).

٤- عدم وجود من رجّح قولاً آخر غيره، فإنه مع ورود أقوال أخرى إلا أنه لم يجزم أحد باعتبارها معنى للآية، بل إن بعض من يذكر القول الراجح ومعه القول المرجوح، يصرحون بترجيحهم للراجح بقوله: " والأول أولى " ونحو ذلك، كالفخر الرازي(١)، والقرطبي(٢)، والشوكاني(٣)، والقنوجي(٤).
٥- القول بأن الأرض الواسعة يراد بها الجنة، لم يرجحه أحد، بل ردّ عليه الإمام ابن عطية بقوله: "... وقال قوم: أراد بالأرض هنا الجنة، وفي هذا القول تحكم لا دليل عليه "(٥).
٦- أما القول بأنه يراد بسعة الأرض سعة الرزق؛ فقد ذكره الماوردي(٦) وتبعه القرطبي(٧) وقالا عنه (يحتمل) ولم يرجحه أحد. والله أعلم بالصواب.
- - -
القول المتَّبَع
٥٧- قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ [سورة الزمر: ١٨].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- أن المراد بالقول ما جاء به النبي - ﷺ - من وحي الكتاب والسنة، فيفهمونه ويعملون بما فيه، فيؤثرون الأفضل والأكمل؛ كالواجب مع الندب، والعفو مع القصاص، والإخفاء مع الإبداء في الصدقة وهكذا(٨)..
٢- المراد بالقول: جنس القول، بمعنى يستمعون كل قول ليميزوا بين ما ينبغي اتباعه وما ينبغي اجتنابه(٩).
٣- أن المراد يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن(١٠).
(١) التفسير الكبير للفخر الرازي (٩/٤٣١).
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٥/٢٤٠).
(٣) فتح القدير للشوكاني (٤/٤٣٧).
(٤) فتح البيان للقنوجي (١٢/٩١).
(٥) المحرر الوجيز لابن عطية (١٢/٥١٥).
(٦) النكت والعيون للماوردي (٥/١١٨).
(٧) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٥/٢٤٠).
(٨) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٤٨)، محاسن التأويل للقاسمي (١٤/٥١٣٤)، أضواء البيان للشنقيطي (٧/٤٨).
(٩) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٢٢).
(١٠) الوجيز للواحدي (٢/٩٣١).

* (#rمژà³ôm$# الَّذِينَ ظَلَمُوا ِNكgy_¨urّ-r&ur وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى إق¨uژإہ ثLىإspgù:$# (٢٣) }... ٢٢-٢٣
سورة ص
﴿ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (٢) ﴾... ٢
﴿ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ Oخgد=ِ٧s% مِنْ قَرْنٍ (#ryٹ$sYsù وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (٣) ﴾... ٣
سورة الزمر
﴿ وَأَرْضُ اللَّهِ îpyèإ™¨ur ﴾... ١٠
﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾... ١٨
﴿ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾... ٦٩
سورة غافر
﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾... ١١
﴿ وَقَالَ رَجُلٌ ض`دB÷s-B مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ﴾... ٢٨
سورة فصلت
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا دM"ysد="¢ء٩$# لَهُمْ أَجْرٌ مژِچxî مَمْنُونٍ (٨) ﴾... ٨
﴿ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨) ﴾... ٤٨
سورة الشورى
﴿ فَاطِرُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ $[_¨urّ-r& وَمِنَ الْأَنْعَامِ $[_¨urّ-r& يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ﴾... ١١
﴿ اللَّهُ الَّذِي tAu"Rr& الْكِتَابَ بd،utù:$$خ/ وَالْمِيزَانَ ﴾... ١٧
سورة الزخرف
﴿ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ ¾دnدٹ$t٦دم جُزْءًا ﴾... ١٥
﴿ وَقَالُوا لَوْلَا tAحh"çR هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى ٥@م_u' مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ ﴾... ٣١-٣٢
﴿ نَحْنُ $sYôJ|،s% بَيْنَهُمْ ِNهkyJt±ٹدè¨B فِي دo٤quٹysّ٩$# الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا $wƒحچ÷‚ك™ ﴾... ٣٢


الصفحة التالية
Icon