علماً أن أساس ما كُتب من تراجم عن الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- هي الترجمة التي كتبها عنه تلميذه الشيخ/ عطية محمد سالم -رحمه الله- والمطبوعة في نهاية الجزء العاشر من أضواء البيان، تأتي بعدها الترجمة التي جمعها وصنّفها الدكتور/ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الأستاذ المساعد بجامعة أم القرى، والمطبوعة في كتاب مستقل، وعند الإحالة إليهما أختصر فأقول: ترجمة الشيخ عطية، وترجمة السديس.
... أما ترجمة الشيخ عطية فلا يماري أحد فيها بحكم أنه لازم الشيخ الشنقيطي مدة طويلة تقارب العشرين عاماً أو تزيد، وكل ما ذكره في الترجمة مما سمعه منه شخصياً أو مما لمسه منه من ملازمته له.
وأما ترجمة الدكتور عبدالرحمن السديس، ؛ فقد أثنى عليها صاحب كتاب إتحاف النبلاء بسير العلماء الأستاذ/ راشد بن عثمان الزهراني (١/١٤٧) ثناءً جميلاً، واعتبرها الدكتور عبدالعزيز بن صالح الطويان صاحب كتاب جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف، اعتبرها من المصادر الرئيسية التي استوفت الترجمة للشيخ الشنقيطي (١/٨٧).
الفصل الثاني: معنى الترجيح ومنهج الشيخ الشنقيطي فيه، وفيه مباحث:
المبحث الأول: معنى الترجيح عند المفسرين.
المبحث الثاني: الفرق بين مصطلحات ووجوه الترجيح.
المبحث الثالث: مصطلحات الترجيح عند الشيخ الشنقيطي، وفيه مطالب:
المطلب الأول: لفظ (أظهر)، وجاء على سبع صور:
الصورة الأولى: (الأظهر أن المعنى...)
الصورة الثانية: (الأظهر عندي...).
الصورة الثالثة: (الأظهر هو ما ذكرنا..).
الصورة الرابعة: (أظهر أقوال أهل العلم عندي.. أن المعنى...).
الصورة الخامسة: (أظهر الأقوال...).
الصورة السادسة: (أظهرها عندي...).
الصورة السابعة: (الأول أظهر...).
المطلب الثاني: لفظ (الظاهر).
المطلب الثالث: لفظ (يظهر).
المطلب الرابع: لفظ (التحقيق)، وجاء على ثلاث صور:
١- الإمام ابن الجوزي(١): " قال عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما-: كانت امرأة تسامح وتشترط للذي يتزوجها أن تكفيه النفقة، فأراد رجل من المسلمين أن يتزوجها، فذكر ذلك لرسول الله - ﷺ - فنزلت هذه الآية(٢).
... وقال عكرمة(٣): نزلت في بغايا، كنّ بمكة، ومنهن تسع صواحب رايات، وكانت بيوتهن تسمى في الجاهلية: المواخير، ولا يدخل عليهن إلا زان من أهل القبلة، أو مشرك من أهل الأوثان، فأراد ناس من المسلمين نكاحهن، فنزلت هذه الآية(٤). قال المفسرون: ومعنى الآية: الزاني من المسلمين لا يتزوج من أولئك البغايا إلا زانية ((أو مشركة)) لأنهن كذلك كنّ ((والزانية)) منهن ((لا ينكحها إلا زان أو مشرك)) "(٥).

(١) الإمام الحافظ المفسر أبوالفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد القرشي البغدادي الحنبلي، صاحب التصانيف، كان بحراً في التفسير، علاّمة في السيرة والتاريخ، موصوفاً بحسن الحديث ومعرفة فنونه، فقيهاً عليماً بالإجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار. توفي سنة (٥٩٧هـ). نزهة الفضلاء (٣/١٥٠٢).
(٢) ذكره الواحدي النيسابوري في أسباب النزول المطبوع بذيل مختصر تفسير الطبري المطبوع بهامش القرآن الكريم ص(٣١٥)، وأن المرأة كان يقال لها: أم مهدون. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/١٩)، وفي لباب النقول في أسباب النزول المطبوع بذيل مفردات القرآن، للشيخ محمد حسن الحمصي، المطبوع بهامش القرآن الكريم ص(٣٤٥)، وأن المرأة يقال لها: أم مهزول.
(٣) العلاّمة الحافظ المفسر، أبوعبدالله القرشي مولاهم، عن عبدالرحمن بن حسان: سمعت عكرمة يقول: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أفتي بالباب، وابن عباس في الدار. توفي سنة (١٠٥هـ). نزهة الفضلاء (١/٤٦٤).
(٤) أسباب النزول للواحدي النيسابوي ص(٣١٤)، وتسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول لخالد العك ص(٢٣٢).
(٥) زاد المسير لابن الجوزي (٥/٣٤٢).

٤- أن المراد بالآية: هو الذي يستمع حديثاً فيه حسن وقبيح فيتحدث بالحسن ويكف عما سواه(١).
٥- وقيل إن المراد بأحسن القول (لا إله إلا الله)، فروي في سبب نزول الآية أنها نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاريّ وسلمان الفارسيّ، اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها في جاهليتهم، و اتبعوا أحسن ما صار من القول إليهم (٢).
٦- وروي أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - آمن بالنبي - ﷺ - وصدّقه، فجاء عثمان وعبدالرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا، ونزلت فيهم ((فبشر عباد، الذين يستمعون القول)) قال: يريد من أبي بكر ((فيتبعون أحسنه))(٣).
ترجيح الشنقيطي:
(١) التسهيل لابن جزي (٣/٤٢٠).
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٥/٢٤٤)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٤٨)، وقال: والصحيح أنها شاملة لهم ولغيرهم ممن اجتنب عبادة الأوثان وأناب إلى عبادة الرحمن فهؤلاء هم الذين لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وذكرها السيوطي في لباب النقول المطبوع بذيل مفردات القرآن لمحمد حسن الحمصي ص(٤١٧).
(٣) ذكره الواحدي النيسابوري في أسباب النزول والمطبوع بذيل مختصر الطبري للتجيبي المطبوع بهامش القرآن الكريم ص(٣٨٥)، تسهيل الوصول لخالد العك ص(٢٩٥).

* وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧) (#ûqن٩$s%ur $uZçFygد٩¨r&uن يژِچyz أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ َOèd قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨) }... ٥٧-٥٨
﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) ﴾... ٧٠
سورة الجاثية
﴿ تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٨) ﴾... ٦-٨
سورة الأحقاف
﴿ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾... ٩
﴿ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٧) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ﴾... ١٧-١٨... ٦٩٠
﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠) ﴾... ٢٠
﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) ﴾... ٣١
﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾... ٣٥
سورة محمد
﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (١) ﴾... ١


الصفحة التالية
Icon