١- القول الأول: وأن المراد بتقلب القلوب هو حركتها من أماكنها من شدة الخوف حتى تكاد تبلغ الحناجر فلا هي تخرج فيموتوا ولا تعود إلى مكانها فيستريحوا، وأن تقلب الأبصار هو دورانها وزيغوغتها في جميع الاتجاهات من شدة الخوف، وهو القول الذي اختاره الشيخ الشنقيطي ومن كان قوله مثله، فهو مبني على آيات قرآنية، فأما تقلب القلوب فقد دل عليه قوله تعالى ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى حچإ_$uZutù:$#... ﴾ [سورة غافر: ١٨]، وقد أجمع المفسرون على أن آية سورة غافر يراد بها أنه في يوم القيامة قلوب بعض العباد تبلغ إلى حناجرهم من شدة الخوف، فلا هي تعود ولا تخرج(١). وأما تقلب الأبصار فقد دل عليه قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ ك$ِqsƒù:$# رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ﴾ [سور الأحزاب: ١٩]. وقوله ﴿ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ ﴾ [سورة الأحزاب: ١٠] فكما ذكر الشنقيطي أن الدوران والزيغوغة المذكوران يعلم بهما معنى تقلب الأبصار، وإن كانا مذكورين في الخوف من المكروه في الدنيا(٢).

(١) انظر: جامع البيان للطبري (٢٤/٣٥)، مختصر البغوي (٢/٨١٩)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٥/٣٠٢)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/٧٥)، فتح القدير للشوكاني (٤/٤٦٨)، تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٣٥).
(٢) أضواء البيان للشنقيطي (٦/٢٤٨).

ابن عطية: "؟وقوله؟؟؟فيه)) الضمير على الجعل الذي تضمنه قوله؟تعالى ((جعل لكم))، وهذا كما تقول: كلمت زيداً كلاماً أكرمته فيه "؟(١)؟؟
؟؟؟ابن القيم: "؟والضمير في قوله؟؟؟فيه)) يرجع إلى الجعل. ومعنى (الذرء) الخلق وهو هنا الخلق الكثير فهو خلق وتكثير "؟(٢)؟؟
؟؟؟السعدي: "؟؟؟يذرؤكم فيه)) أي يبثكم ويكثركم ويكثر مواشيكم، بسبب أن جعل لكم من أنفسكم وجعل لكم من الأنعام أزواجاً "؟(٣)؟؟
... ونحواً من هذا قد قال كل من الإمام المحلي؟(٤)؟، والثعالبي؟(٥)؟، وابن عاشور؟(٦)؟؟
ب- الذين رجّحوا رجوع الضمير إلى التدبير، منهم:
؟؟؟الإمام النسفي: "؟؟؟فيه)) في هذا التدبير وهو أن جعل الناس والأنعام أزواجاً حتى كان بين ذكورهم وإناثهم التوالد والتناسل. واختير (فيه) على (به) لأنه جعل هذا التدبير كالمنبع والمعدن للبث والتكثير "؟(٧)؟؟
؟؟؟البيضاوي: "؟؟؟فيه)) في هذا التدبير وهو جعل الناس والأنعام أزواجاً يكون بينهم توالد فإنه كالمنبع للبث والتكثير "؟(٨)؟؟
؟؟؟
(١) المحرر الوجيز لابن عطية (١٣/١٤٦).
(٢) بدائع التفسير الجامع لتفسير ابن القيم (٤/١٠٩).
(٣) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٥٤).
(٤) تفسير الجلالين ص(٤٠٦).
(٥) جواهر الحسان للثعالبي (٤/١٠٣).
(٦) التحرير والتنوير لابن عاشور (٢٥/٤٥).
(٧) مدارك التنزيل للنسفي (٤/٧٧).
(٨) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/١٩٣).

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٤٩) }... ٤٩
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (٥٣) ﴾... ٥٣... ، ١٧٤
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٥٩) ﴾... ٥٩
﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (٦٦) ﴾... ٦٦
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) ﴾... ٧٠
﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١) ﴾... ٧١


الصفحة التالية
Icon