... ولا مانع أن حالة الخوف هذه قد تشتد ببعضهم حتى تحرك قلوبهم من أماكنها فتبلغ حناجرهم فلا تخرج ولا تعود فتشخص أبصارهم وتزرق(١) من شدة ما حصل بهم من الخوف.
وإذا أدخل الكفار إلى جهنم تتقلب وجوههم وأجسامهم كلها بما فيها قلوبهم وأبصارهم في جهنم، أجارنا الله - عز وجل - وإياكم وجميع المسلمين من النار.
٦- كنت في أثناء بحثي في هذا الموضوع أتحدث مع عدد من الأطباء خصوصاً المختصين بالقلب عن إمكانية تحرك القلب من مكانه في حالات الخوف الشديد أو غيرها وذلك في حدود علمنا بالدنيا من خلال ما درسوه أو شاهدوه في حياتهم العملية، فأكدوا لي عدم حدوث شيء من هذا القبيل. إذاً تقلب القلب أي تحركه من مكانه لم يشاهد حقيقة في الدنيا، وأما في الآخرة فليس لنا من علمها إلا الأسماء وأما الكيفيات فهذا مما غيّب عنّا، والله - عز وجل - على كل شيء قدير.

(١) مدارك التنزيل للنسفي (٣/١١٣).

... ونحواً من ذلك جاء كلام كل من الإمام ابن الجوزي؟(١)؟، والخازن؟(٢)؟، والشوكاني؟(٣)؟، والقنوجي؟(٤)؟، والقاسمي؟(٥)؟؟
تعقيب الباحث:
... الذي يظهر -والله أعلم- صحة ما قاله جميع المفسرين، فيصح رجوع الضمير إلى ما ذكره الشيخ الشنقيطي؛ أنه راجع إلى ما ذكر في الآية من الذكور والإناث من بني آدم والأنعام، سواء أريد بالأزواج الإناث من الآدميين والأنعام، أو أريد بالأزواج الذكور والإناث منهما معاً، وكذلك يصح رجوعه إلى الجعل المدلول عليه بالفعل ((جعل))، وكذلك يصح رجوعه إلى التدبير، أو إلى الرحم أو البطن أو الزوج.
... والسبب في صحة إرجاعه إلى كل ما ذكر؛ أن كل مراجع الضمير التي ذكرها المفسرون ليس فيها أي مرجع ظاهر مذكور، إنما كلها مراجع مقدرة يستدل عليها بكلمات أو عبارات مذكورة تدل عليها، ولهذا فلا مانع من إرجاع الضمير إلى كل ما ذُكر من الأقوال. والله أعلم بالصواب.
- - -
المراد بالميزان
؟؟؟؟قوله؟تعالى: ﴿ ؟ھ!$#؟ü"د%©!$#؟tAu"Rr&؟|="tGإ٣ّ٩$#؟بd،utù:$$خ/؟tb#u"چدJّ٩$#ur؟ ؟ ﴾ ؟[سورة الشورى: ١٧].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- أن المراد بالميزان: العدل والإنصاف.
٢- أنه ما بيُّن في الكتب المنزلة مما يجب على كل إنسان أن يعمل به.
٣- أن الميزان هو: العدل فيما أمر به ونُهي عنه، قال القرطبي: وهذه الأقوال [الثلاثة] متقاربة المعنى.
٤- الجزاء على الطاعة بالثواب، وعلى المعصية بالعقاب.
٥- أن الميزان يراد به: آلة الوزن المعروفة.
٦- قيل: هو محمد - ﷺ - (٦).
(١) زاد المسير لابن الجوزي (٧/٧٤).
(٢) لباب التأويل للخازن (٦/٩٩).
(٣) فتح القدير للشوكاني (٤/٥٠٧).
(٤) فتح البيان للقنوجي (١٢/٢٨١).
(٥) محاسن التأويل للقاسمي (١٤/٥٢٢٥).
(٦) الأقوال من رقم (١) إلى رقم (٦) ذكرها القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (١٦/١٥).

وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١١) }... ١١... ، ٤٧١
﴿ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) ﴾... ١٥
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) ﴾... ٣٦
سورة يس
﴿ يس (١) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) ﴾... ١-٢-٣-٤-٥... ، ٨٣٨، ٨٥٠، ٨٥٦
﴿ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٧) ﴾... ٧... ، ٥٠١، ٥٠٤، ٥١٠، ٧٩٠، ٧٩٤
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) ﴾... ٨
﴿ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (٩) ﴾... ٩
﴿ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠) ﴾... ١٠... ، ٥١٠
﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) ﴾... ٦٥
الآية... رقمها... الصفحة
﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (١٢) ﴾... ١٢
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (٣٦) ﴾... ٣٦... ، ٥٣٦


الصفحة التالية
Icon