... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " وقوله في هذه الآية الكريمة ((ويزيدهم من فضله)) الظاهر أن هذه الزيادة من فضله تعالى هي مضاعفة الحسنات؛ كما دل عليه قوله تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ دpuZ|،utù:$$خ/ فَلَهُ مژô³tم أَمْثَالِهَا ﴾ [سورة الأنعام: ١٦٠] وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا مNد=ّàtƒ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ ZpuZ|،xm يُضَاعِفْهَا ﴾ [سورة النساء: ٤٠] وقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [سورة البقرة: ٢٦١].
وقال بعض أهل العلم: الزيادة هنا كالزيادة في قوله تعالى: ﴿ * لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ٤سo_َ،çtù:$# وَزِيَادَةٌ ﴾ [سورة يونس: ٢٦] والأصح أن الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم، وذلك هو أحد القولين في قوله تعالى: ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا $sY÷ƒt$s!ur س‰ƒح"tB (٣٥) ﴾ [سورة ق: ٣٥] "(١).
الموافقون:
لقد ذهب إلى مثل ما ذهب إليه الشنقيطي من أن المراد بالزيادة في هذه الآية هي مضاعفة الحسنات قلّة من المفسرين؛ منهم:
١- ابن جزي: " ((ويزيدهم من فضله)) يعني زيادة على ثواب أعمالهم "(٢).
٢- ابن كثير: " ((ويزيدهم من فضله)) أي يتقبل منهم الحسن ويضاعفه لهم؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا مNد=ّàtƒ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ ZpuZ|،xm يُضَاعِفْهَا ﴾ [سورة النساء: ٤٠]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ دpuZ|،utù:$$خ/ فَلَهُ مژô³tم أَمْثَالِهَا ﴾ [سورة الأنعام: ١٦٠]، وقال: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي قعحچّ)مƒ اللَّهَ قَرْضًا $YZ|،xm فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [سورة البقرة: ٢٤٥] وقال: ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [سورة البقرة: ٢٦١] "(٣).

(١) أضواء البيان للشنقيطي (٦/٢٤١).
(٢) التسهيل لابن جزي (٣/١٤٨).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٢٩٥).

ومما يدل على ذلك: أنه في سورة الشورى وسورة الحديد عبر بإنزال الميزان لا بوضعه، وقال في سورة الشورى ((الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان))، وقال في سورة الحديد: ((وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ))، وأما في سورة الرحمن فقد عبر بالوضع لا الإنزال؛ قال: ((والسماء رفعها ووضع الميزان)) ثم اتبع ذلك بما يدل على أن المراد به آلة الوزن المعروفة، وذلك في قوله: ((وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان)) "(١).
فالشيخ الشنقيطي يرجح أن المراد بالميزان هنا في سورة الشورى: العدل والإنصاف.
الموافقون:
عدد كبير من المفسرين فسروا الميزان هنا في سورة الشورى في قوله تعالى ((الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان)) بأنه يراد به العدل والإنصاف، متوافقين في ذلك مع ما ذهب إليه الشنقيطي، منهم:
١- الإمام الطبري: " ((الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان)) يقول تعالى ذكره الله الذي أنزل هذا الكتاب يعني القرآن بالحق، والميزان يقول وأنزل الميزان وهو العدل ليقضي بين الناس بالإنصاف ويحكم فيهم بحكم الله الذي أمر به في كتابه "؟(٢)؟؟
٢- الواحدي: " الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان)) أي العدل، والمعنى: أن الله تعالى أمر أن يقتدى بكتابه في أوامره ونواهيه، وأن يعامل بالنّصفة والسَّوية، وآلة ذلك الميزان "(٣).
٣- البغوي: " ((الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان)) قال قتادة ومجاهد ومقاتل: العدل، وسمي العدل ميزاناً لأن الميزان آلة الإنصاف والتسوية "(٤).
٤- ابن عطية: " والميزان هنا: العدل، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والناس. وحكى الثعلبي عن مجاهد أنه قال: هو هنا الميزان الذي بأيدي الناس.
(١) أضواء البيان للشنقيطي (٧/١٨٣).
(٢) جامع البيان للطبري (٢٥/١٣).
(٣) الوجيز للواحدي (٢/٩٦٣).
(٤) مختصر البغوي (٢/٨٣٦).

إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (٧٠) }... ٦٠-٧٠... ، ٤٩٩
﴿ وَقَالَ 'دoTخ) ذَاهِبٌ إِلَى 'دn١u' بûïد‰÷kuژy™ (٩٩) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ tûüإsد="¢ء٩$# (١٠٠) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ ٥Oٹد=xm (١٠١) $­Hs>sù بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ 'دoTخ) أَرَى فِي الْمَنَامِ 'دoTr& أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا ٢"uچs؟ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ 'دTك‰إftFy™ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) çm"sY÷ƒy‰"tRur أَنْ قOٹدd¨uچِ/خ*¯"tƒ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا y٧د٩¨x‹x. "ح"ّgwU الْمُحْسِنِينَ (١٠٥) إِن هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (١٠٦) çm"sY÷ƒy‰sùur بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧) ﴾... ٩٩-١٠٧... ، ٧٢٣
﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦) ﴾... ١٦٥-١٦٦... ، ٥٢٣
﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣) ﴾... ١٧٣... ، ٧٥٣
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) ﴾... ١٨٠
سورة ص
﴿ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ Oخgد=ِ٧s% مِنْ قَرْنٍ (#ryٹ$sYsù وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (٣) ﴾... ٣... ٩٧
﴿ (#ûqç٦إgx"ur أَنْ جَاءَهُمْ ض'ة‹Z-B مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٤) ﴾... ٤


الصفحة التالية
Icon