٣- السعدي: " ((ويزيدهم من فضله)) زيادة كثيرة عن الجزاء المقابل لأعمالهم "(١).
... يُفهم من كلام ابن جزي والسِّعدي أنهما أرادا مضاعفة الحسنات، والله أعلم.
المخالفون:
... جمع غفير من المفسرين اختاروا أن المراد بالزيادة في الآية أمر آخر زيادة على مضاعفة الحسنات، وإن تنوعت ألفاظهم في التعبير عن المعنى، فمن هؤلاء:
١- الإمام الطبري: " ((ليجزيهم الله أحسن ما عملوا)) يقول: فعلوا ذلك يعني أنهم لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأطاعوا ربهم مخافة عذابه يوم القيامة، كي يثيبهم الله يوم القيامة بأحسن أعمالهم التي عملوها في الدنيا من فضله، فيفضل عليهم من عنده بما أحب من كرامته لهم "(٢).
٢- البغوي: " ((ويزيدهم من فضله)) ما لم يستحقوه بأعمالهم "(٣).
٣- النسفي: " ((ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله)) أي يسبحون ويخافون ليجزيهم الله أحسن جزاء أعمالهم، أي ليجزيهم ثوابهم مضاعفاً ويزيدهم على الثواب الموعود على العمل تفضلاً "(٤).
٤- الزمخشري: " ((أحسن ما عملوا)) أي أحسن جزاء أعمالهم، والمعنى يسبحون ويخافون ليجزيهم ثوابهم مضاعفاً ويزيدهم على الثواب تفضلاً "(٥).
٥- الخازن: " ((ويزيدهم من فضله)) يعني أنه - سبحانه وتعالى - يجزيهم بأحسن أعمالهم ولا يقتصر على ذلك، بل يزيدهم من فضله "(٦).
٦- البيضاوي: " ((ويزيدهم من فضله)) أشياء لم يعدهم بها على أعمالهم ولم تخطر ببالهم "(٧).
٧- البقاعي: " ((ويزيدهم من فضله)) على العدل من الجزاء ما لم يستحقوه، كما هي عادة أهل الكرم "(٨).

(١) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٥٦٩).
(٢) جامع البيان للطبري (١٨/١١٤).
(٣) مختصر البغوي (٢/٦٤٧).
(٤) مدارك التنزيل للنسفي (٣/١١٣).
(٥) الكشاف للزمخشري (٣/٢٣٧).
(٦) لباب التأويل للخازن (٥/٦٧).
(٧) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٦٤).
(٨) نظم الدرر للبقاعي (١٣/٢٨١).

... [ثم قال:] ولا شك أنه داخل في القول وجزء منه، وكل شيء من الأمور فالعدل فيه إنما هو بتقدير ووزن مستقيم، فيحتاج في الأجرام إلى آلة وهي العمود والكفتان التي بأيدي البشر، ويحتاج في المعاني إلى هيئات في النفوس وفهوم توازن بين الأشياء "(١).
٥- ابن كثير: " ((الله الذي أنزل الكتاب بالحق)) يعني الكتب المنزلة من عنده على أنبيائه ((والميزان)) هو العدل والإنصاف؛ قاله مجاهد وقتادة. وهذه كقوله تعالى: ﴿ ؟ô‰s)s٩؟$uZù=y™ِ'r&؟$sYn=ك™â'؟دM"uZةi t٧ّ٩$$خ/؟$uZّ٩u"Rr&ur؟قOكgyètB؟|="tGإ٣ّ٩$#؟ڑc#u"چدJّ٩$#ur؟tPqà)u‹د٩؟â¨$¨Y٩$#؟إفَ، ة)ّ٩$$خ/؟ ؟ ﴾ ؟؟؟سورة الحديد: ٢٥]، وقوله؟؟ ﴿ ؟uن!$yJ، ،٩$#ur؟$ygyèsùu'؟yى|تurur؟ڑc#u"چدJّ٩$#؟اذب؟wr&؟(#ِqtَôـs؟؟'خû؟بb#u"چدJّ٩$#؟ارب؟(#qكJٹد%r&ur؟ڑcّ-uqّ٩$#؟إفَ، ة)ّ٩$$خ/؟ںwur؟(#rمژإ£ّƒéB؟tb#u"چدJّ٩$#؟ازب؟ ﴾ ؟[سورة الرحمن: ٧-٩] "(٢).
٦- القاسمي: " ((الله الذي أنزل الكتاب بالحق)) أي متلبساً به في أحكامه وأخباره ((والميزان)) أي وأنزل الميزان وهو العدل الذي يوزن به الحقوق ويسوّى به الخلاف "(٣).
(١) المحرر الوجيز لابن عطية (١٣/١٥٦).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/١١٠).
(٣) محاسن التأويل للقاسمي (١٤/٥٢٣٥).

إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (١٤) }... ١٤... ٧٨٤، ٧٩٠
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩) ﴾... ٢٩... ١٧، ٥٥
﴿ وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨) ﴾... ٣٨... ٢٧١، ٢٧٤
﴿ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (٥٢) ﴾... ٥٢... ٦٦٩
﴿ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (٥٤) ﴾... ٥٤... ، ٦١٣
﴿ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥) ﴾... ٨٤-٨٥... ٧٨٣، ٧٩٠، ٧٩٤، ٧٩٩
سورة الزمر
﴿ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) ﴾... ١... ٥٧٥
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) ﴾... ٢
﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (٣) ﴾... ٣
﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (١٠) ﴾... ١٠... ١٠٥، ٦١٣
﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) ﴾... ١٧... ٥٧٥
﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) ﴾... ١٩


الصفحة التالية
Icon